كل ثانية و كل ساعة يتأكد فيها حقد شداد علي المريخ و حرصه الشديد علي تدميره و بعثرة أهله في الخواء. هذه الحقيقة تأكدت لي تماماً منذ شهور خلون.. بعد أن قيضت لي أزمة المريخ الادارية الأسباب لأحتك مع شداد مباشرةً و أسمع منه بدون اللجؤ لوسيط أو حجاب. ما عشته و فهمته من هذا الرجل بدايةً هو الاستخفاف بأهل المريخ كبيرهم و صغيرهم و احساسه بأنهم كالأطفال الذين يصطرعون علي حلوي.. لهذا تكسو ردوده دوماً نبرة الاستخفاف و الاستعلاء الأجوف في كل الاشكالات التي تعترض النادي الكبير. و سنين شداد الطويلة في مباني الأكاديمية لم تعلمه درساً صغيراً و هو أنه لا يمكن أن تجلس علي قمة الهرم الرياضي بدون أن تحترم أو تقدر أكبر كيان يضمه هذا الهرم. شداد.. الذي هرِم و هو قابعٌ علي كرسيه الاداري الوثير لا يدري و لا يدري انه لا يدري بأن لا رياضة في السودان بدون المريخ و ربما لا سودان من الاساس بلا مريخ. تلك الحقيقة البسيطة.. غفل عنها شداد فصار كدون كيشوت يصارع أجنحة الطواحين كل فترة و كل حين. و تابعوا ما قام به الرجل في اجتماع الاتحاد الاخير.. فبدلاً من أن يبارك خطوات لجنة اتحاده الثلاثية و الحل الذي توصلت اليه.. حاول الرجل اعادة الكرة للمربع الاول و هو يناشد أعضاء مجلسه بالابتعاد عن قضية المريخ و توصيفه العجيب بقوله (تعالوا نقلب ليهم الكباية) و كأنما نحن حشرات صغيرة يستلذ الرجل بمراقبتها و تعذيبها!! كباية شنو العايز تقلبها يا شداد.. و انت من يفترض بك أن تكون الداعم الأول لحلول اللجنة الثلاثية التي حملت تكليف مجلسك بعد توجيهات الفيفا التي أعادت الامر برمته اليكم بصفته شأناً داخلياً. الفيفا أعادت الأمر للاتحاد ليبحث عن خارطة طريق تعين النادي علي تجاوز المطب الاداري و لم يجُل بخاطرها أن رئيس الاتحاد ينتوي أن يقبع خلف مكتبه و هو يتابع صراعاتنا و كأننا حشرات صغيرة محاصرة (بكبايته الشفافة)!! و نظرية (قلب الكباية) هي تلخيص خطير و أخير لحقد شداد الذي يسعي من وراء ذلك الفعل لدفع المريخ نحو التجميد طمعاً في الحاقه بالموردة و خدمةً لناديه المدلل الذي قام بحل اشكاله الاداري في غضون اسبوع و ترك المريخ تحت براثن سوداكال لقرابة العام بعد نهاية أمد فترته الكئيبة! نبضات متفرقة: مجلس المريخ لا يحتاج لخطابات موقعة من شداد.. فالمهم في كل المخاطبات هو خاتم الاتحاد و توقيع الأمين العام أبو جبل فقط. حتي في مخاطبات الاتحاد للفيفا فلا موقع لتوقيع شداد من الاعراب بعد أن أوجدت الفيفا منصب الأمين العام المتفرغ للمراسلات و المخاطبات بإسم مؤسسة الاتحاد. الزوبعة المُثارة حول توقيع شداد من عدمه عبارة عن سرابٍ يجري خلفه الحالمون بحثاً عن العودة للوراء. كما أن التقارير الصحفية (المضروبة) لن تشفع لسوداكال و شلته بالبقاء ساعة إضافية. انتهي الامر.. فقد قرر مجلس الادارة (الهيئة التنفيذية الأعلي رياضياً) و توقيع شداد من عدمه لن يغن عن الأمر فتيلاً. اللجنة الثلاثية سلمت المجلس خطاب واضح.. دعته خلاله لمخاطبة كل الجهات ذات الصلة لتمكين نفسه و لأداء واجباته. غنيٌ عن القول بأن اللجنة الثلاثية مكلفة من قِبل مجلس ادارة الاتحاد العام و تملك كل صلاحياته.. و أن الأخير قد أجاز تقريرها بكل ما فيه و بارك كل ما قامت به. الما عاجبو.. يتوكل علي لوزان. للعلم.. إستئناف قرارات مجلس الادارة مكانه كاس فقط. ما تضيعوا زمنكم بالحديث حول فزاعة الفيفا. الملاحظ.. فإن أي خطوة يقوم بها سوداكال سابقاً كانت تلتصق بكلمة (و لقد احطنا الفيفا بكل الخطوات) و هذا وهم غير موجود علي أرض الواقع. لم نسمع برد واحد من الفيفا علي آدم سوداكال و صويحبه. الفيفا عندهم.. فزاعة يخيفون بها الأطفال في زمن العصر الحجري و زمن (السواقة بالورجغة) الفارغة. نتابع تهاني رجالات الدولة لمجلس المريخ بدايةً من رئيس الوزراء حمدوك مروراً بالبرهان و غيرهم. ما ننتظره من الدولة لا يرتبط بالتهاني و التبريكات بل بفرض هيبتها و انتزاع هذه المنشئات المغتصبة بقوة القانون و الدولة. أفرضوا القانون.. و ان كان لسوداكال حق فاليأتينا بردٍ من كاس (بعد عمرٍ طويل)! أطردوا كل من يحيط بالنادي بقوة السلاح و البلطجة.. و أعيدوا المريخ لأهله بدون الخوف من قصص تدخُل الطرف الثالث. حتي الفيفا (ذات نفسها) تحيط بمبانيها الشرطة السويسرية التي اقتحمت ديارها أيام قضايا الفساد الشهيرة. طالما اقتحمت الشرطة عرش مملكة كرة القدم.. فالحديث عن خزعبلات الطرف الثالث هو مجرد فزاعة لاخافة الجميع من التجميد. في ديار المريخ الان مجموعة لا علاقة لها بالنادي و رجل يجلس خلفهم انتهت فترته الادارية و تجاوزته جمعية النادي الانتخابية. أخرجوا البلطجية.. و أعيدوا الديار لأهلها في ظل حكومة العدالة. نبضة أخيرة: فاليبل توقيعه و ليشربه علي الريق لأننا تجاوزناه و انتهينا.