أمير عوضالأعمدة

نبض الصفوة.. أمير عوض.. إستعادة المريخ

نبض الصفوة

إستعادة المريخ

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون..

في حبة الحنطة
أو في حبة الزيتون..

يأتون في الأشجار والرياح والغصون..

يأتون في كلامنا..

يأتون في أصواتنا..

يأتون في دموع أمهاتنا..

في أعين الغالين من أمواتنا..

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون.

و.. الكتابة عن جمعية الانعتاق الأخيرة تحتاج لمجلدات تفتح صدورها لها لتوثيق كل ما دار بداخلها من صور تدعو إلي الفخر و الاعزاز.

فأول حقيقة يجب الوقوف عندها طويلاً هي الكيفية التي إكتمل بها نصاب هذه الجمعية منذ اليوم الأول.. و الحضور الباهي الذي شكّل ضعفيّ العدد المطلوب إيذاناً لبدء الإجراءآت و من ثم الخوض في خطوات عقد الجمعية.

حضورٌ نوعي.. كان فيه تواجُد الكبار و أهل المريخ الحقيقيين هو الأبرز.. و لعلنا قد حرصنا في منصة الرد كاسل علي التوثيق بالفيديو لهذا الحضور المهيب بكل فئاته العمرية و سحناته و تعدد مشاربه و مضاربه.

خلال التجول في هذا الحشد الضخم و التوسنامي الأحمر تعرّفت علي شيباً عشقوا المريخ منذ خمسينات القرن الماضي و عددٌ آخر نال عضوية المريخ في ثمانينات ذلك القرن حيث العهود الذهبية و رياح مانديلا التي هبت و تهُب فينا الآن و نحن نُسطّر الملاحم بحثاً عن انتزاع مريخنا العظيم من براثن الفشل و التدمير و مستنقع العنصرية البغيض.

و هذا ما ننتظره من الدولة.. التي طال صبرها حتي عِيل علي هذا العبث الذي يدور في سوح هذا النادي الكبير و المحتل و المغتصب من فئة مأجورة من البلطجية و المسلحين الذين لا ينتمون للمريخ و يقفون حائلاً بين الأهل و الديار.

سننتظر الدولة لتعمل سريعاً علي تمكين المجلس الجديد و نتمني أن لا ننتظر طويلاً كما فعلت أبان المجلس المكلف بقيادة الكندو.

علي الدولة الشروع فوراً في انتزاع هذا المبني المملوك لأهله.. فآدم سوداكال لا يملُك شهادة بحث المريخ حتي يحتل أرضه بالقوة و يحشد في سبيل ذلك البلطجية الذين يروعون البسطاء من أهل المريخ.

لهذا.. علي الدولة.. مُمثلة في الجهات المسئولة و التنفيذية.. الإسراع في إقتلاع ديارنا و الكف عن اختبار صبرنا.. فما سمعته بأذنيّ و ما بصرته بعينيّ يخبرني بأن صبر أهل المريخ قد عِيل و أنهم قريباً و قريباً جداً سيهبون لطرد كل باغي متواجد في ديارهم محتلاً و هم علي ذلك لقادرون.

كفوا عن إختبار صبر هذا الجمهور.. فحضور هذه الجمعية المهيب لم يُمثل سوي رأس الرمح و رأس جبل الجليد الضخم الذي يتململ شوقاً لإستعادة ناديه و دياره و ممتلكاته و مكتسباته المحفوظة منذ قرابة القرن من الزمان.

نبضات متفرقة::

مسكينٌ من فاته ذاك الحشد و ذاك اليوم المريخي الصميم.

شكراً محمد موسي الكندو.. شكراً علي أسد و شكراً لعمر محمد عبدالله و باقي الأخوة الذين أعادوا الأمانة لأهلها و قاتلوا و نافحوا حتي الوصول لهذا اليوم التأريخي المهيب.

إختلفنا معهم أم اتفقنا فلا نملك سوي أن نحترمهم غاية الاحترام و التقدير و الامتنان.. فقد قدموا كتابهم بيمينهم لأهل المريخ.. و لهم شكرنا إن أحسنوا سابقاً و عذرنا إن هم أخفقوا ذات مرة.

لجنة الانتخابات بقيادة مولانا الدكتور علي البلولة و أركان حربه قدمت نموذجاً يُحتذي في ضبط و إدارة الجمعيات العمومية.

كل اللجان المساعدة في تلك الجمعية بقيادة الأعزاء مهند و عادل محمد نور كانوا في قمة الانضباط و الحيوية و النشاط و استطاعوا تقديم خدمات راقية و منظمة للحشود التي تقاطرت عليهم من كل حدبٍ و صوب.

شكرنا يمتد.. للحبيب الأصيل.. المريخي المعتق.. حسن ادريس الذي فتح داره و مكانه ليحتضن أعراس المريخ الأخيرة بكل كرم و نخوة معهودة من أبو علي.. و نسأل الله أن يعيده سالماً معافي لأهله و محبيه من أسرته و من المريخاب البرّرة.

و شكراً جميلاً لكل من تكبد المشاق في هذا الزمن الأغبر ليكتب اسمه بأحرفٍ من نور في سفر الحضور الزاهي ليحتفظ بذلك الشرف للتأريخ و الأجيال القادمات.

شكراً أهل المريخ و أنتم ترسمون تلك اللوحة الزاهية المذهبة الألوان و تصدحون برأيكم الفصل و تقطعون كل قولٍ هزل حول احتلال ناديكم.

الاتحاد العام شكل حضوراً فخيماً مُمثلاً في رئيس لجنته القانونية البروف محمد جلال و الاستاذ معتز الشاعر.

لإعلاء قيم الشفافية و لمزيد من الحرص فالجمعية العمومية قد تمت مراقبتها من قِبل موفدي الاتحاد العام و المفوضية الولائية و اللجنة الأولمبية و الوزارة الولائية.

الكل يعلم بأن الاستقلالية لا تعني الانفراد و الغوغائية.

خلاصة القول فقد صبرنا بما فيه الكفاية و للصبر حدود.

نبضة أخيرة:

نرفض أن نكون بعد اليوم طيبين..

فالطيبون كلهم أنصاف ميتين..

هم سرقوا بلادنا..

يا ثأرنا..

نرفض أن نكون كالخراف وادعين..

يا طبلنا..

يا زارنا..

نرفض أن نظل مسطولين دائخين..

يا شعرنا كن غاضبا..

يا نثرنا كن غاضبا..

يا عقلنا كن غاضبا..

فعصرنا الذي نعيش عصر غاضبين..

يا حقدنا كن غاضبا..

كي لا نصير كلنا قطيع لاجئين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!