وجهة نظر فنية،، نادر الداني يكتب: التحليل الفني للقاء المريخ والامل عطبرة
بداية قوية لمباراة المريخ والامل عطبرة بدأها المريخ بضغط متصل على فرةق الامل التي تراجعت نحو حماية المرمى بغية الحفاظ على الشباك نظيفة حيث أن فرق القمة في حالة احرازها لأي هدف مبكر فان المعنويات ترتفع في عنان السماء وبالتالي يمكن زيادة الغلة من الاهداف لذا تراجع الامل كثيرا للدفاع لكنه اعتمد على سرعة لاعبيه في المقدمة الهجومية للقيام ببعض المناوشات بين الحين والآخر وبالطبع فان المشهد المتعارف عليه عبارة عن سيطرة للمريخ مع تراجع للامل ومحاولات المريخ لدك حصون الأمل استمرت فيما تطايرت بعض الفرص من اقدام لاعبي المريخ مثل كرة احمد ادم التي اصطدمت بالعارضة وعادت الى ارضية الملعب لتجد بكري الذي ارسلها نحو المرمى ارضية زاحفة لكنها تصطدم ايضا بالقائم وتعود في المنطقة الخالية من اللاعبين ليلحق بها دفاع الامل ويشتتها خارج المنطقة الخطرة.
استمر الشوط الاول سجالا بين الفريقين المريخ في سعيه للتقدم فيما يدافع الامل بكثافة عددية اكبر.
شهدت تشكيلة الفرنسي غارزيتو وبعد غيبة طويلة ظهوراً الحارس منجد النيل ـ امير كمال وبخيت خميس ـ رمضان عجب وطبنجة فيما دفع الفرنسي بكل من ضياءالدين محجوب ومحمد الرشيد كمحاور ـ بيبو وبكري وتوني والجزولي في المقدمة الهجومية باعتبار انه يلعب كالعادة بطريقة ثلاثة خمسة اثنين تتحول الى اربعة اربعة اثنين عند الفقدان مع اعمال الضغط العالي على فرقة الامل لحظة استلام الكرة .
فريق الامل رغم انه قاد عدة طلعات اتجاه مرمى منجد النيل لكنها كانت هجمات خجولة تكسرت تحت اقدام مدافعي المريخ بخيت خميس وامير كمال فيما تألق ضياء الدين والرشيد في الوسط وساهما كثيرا في قطع كل الكرات المتبادلة بين لاعبي الامل وفي الجانب الهجومي استغل المريخ سرعة بكري وانطلاقات رمضان عجب وتوني مع مساندة كبيرة من بيبو في خط الوسط فيما حاول طبنجة التقدم نحو الجهة اليسرى بمساندة من بيبو وبكري ليتبادل بكري وتوني الادوار الهجومية في اجراء عمليات طلوع ونزول في الجهتين اليسرى واليمنى.
رغم ضغط المريخ واستحواذه على الكرة إلا أن الوصول الى مرمى الأمل كان صعبا للغاية نتيجة عدم تفعيل الاطراف بصورة كبيرة حيث مال لاعبو المريخ للعب عن طريق العمق ومحاولة تخطي دفاعات الأمل.
ثم يضيع بيبو سانحة وفرصة اخرى عندما استغل تمريرة بكري المحسنة واطلق كرة قوية مرت جوار القائم وكادت ان تصيب مرمى الأمل وكان ذلك في الدقيقة 40 من عمر الشوط الأول.
اداء المريخ كان جيدا في معظم فترات الشوط الأول حيث اتسم بالسرعة وشعور اللاعبين بخطورة موقف الفريق دفعهم للعب بقوة ومحاولة كسب المناطق الامامية لتهديد مرمى الأمل مع سرعة الانتشار عند استلام الكرة والقيام بطلعات هجومية لم يكتب لها النجاح وكان واضحا الجدية والاصرار على الوصول الى شباك الأمل .
انتهى شوط المباراة الاول لهذه المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف وكان ساخنا وقوياً بين الطرفين .
بداية احداث الشوط الثاني شهدت هدوء نسبي بين الفريقين مع التركيز على اللعب في وسط الملعب حيث أكثر لاعبو المريخ من التحضير في نقل الكرة في مناطقهم الدفاعية .
اضاع اللاعب محمد الرشيد هدف مؤكد بعد أن افلت الحارس جرس كافي حارس الامل الكرة العالية والمرسلة داخل منطقة جزاء الأمل لتفلت من يده وتقع امام اللاعب محمد الرشيد الذي فضل التمرير لبكري المحاصر وسط كماشة من اللاعبين بدلا عن اللعب مباشرة في المرمى لتضيع اضمن فرصة للمريخ حتى الدقيقة 50 من عمر المباراة.
الدقيقة 55 شهدت الهدف الاول للمريخ من كرة استلمها بكري في الجهة اليسرى واستغل بكري سرعته القصوى في اللحاق بالكرة وثم التقدم بقوة نحو مرمى الامل وفي لحظة (مضايقته) يمرر الكرة لأحمد ادم ليضعها في المرمى الخالي هدف أول للمريخ اراح به انفاس قاعدته العريضة .
بعدها اجرى الفرنسي غارزيتو تبديلا بخروج توني وطبنجة ودخول السماني ومحمد عباس كنان ليتحول احمد ادم بيبو الى الطرف الايسر فيما لعب السماني مكان احمد ادم في وسط الملعب مساعدا للهجوم .
قاد الجزولي هجمة مرتدة رائعة لعبها بمثالية للاعب بكري والذي انطلق واطلق صاروخ ارضي قوي اخرجها الحارس جرس كافي بصعوبة الى الضربة الركنية ليستمر الاداء بين الفريقين هجمة هنا واخرى هناك فيما كانت هجمات المريخ هي الأخطر .
الملاحظ ان المريخ وفي حال احرازه لهدف التقدم تحسن اداء لاعبيه بصورة كبيرة من حيث التمرير والاستلام وفتح الخانة للزميل مع الانتشار الجيد في الملعب ومساندة الزميل الذي بمعيته الكرة ليصبح شكل الفريق مميزا في ارضية الملعب .
المريخ حصر الامل في منطقته واستحوذ كثيرا على الكرة لكن ظل يبحث عن هدف ثان يريح به اعصاب قاعدته العريضة التي تتابع عبر شاشة الملاعب الرياضية .
رمضان عجب تحرك كثيرا في شوط اللعب الثاني وعكس عدد من الكرات المحسنة لم تجد المتابعة وارهق رمضان دفاع الامل وقدم مجهود كبير في عمليات النزول والطلوع على طول الخط الايمن ليستمر المريخ في استحواذه على الكرة طيلة فترات الشوط الثاني فيما كان الامل يلعب بحذر شديد في الخطوط الامامية محاولا الوصول ولكن صلابة دفاع المريخ خاصة امير وبخيت خميس حالا دون الوصول الى شباك المريخ مع تواجد الرشيد والدينمو المتحرك ضياء الدين الذي يجيد عمليات الاستلام والتسليم والظهور للمدافعين لبداية الهجمة المريخية.
الحركة التي قام بها رمضان عجب على الناحية اليمنى كان لها اثر كبير في تحسن العاب المريخ ومن احداها تمكن رمضان من التقدم في النحية اليمنى ليقوم بعكس الكرة بصورة مثالية للاعب الجزولي نوح الذي ارتقى بصورة رائعة للكرة ولدغها رأسية فتهادت في المرمى هدف ثاني وجميل للمريخ .
تحسن العاب المريخ في شوط اللعب الثاني كان له كبير الاثر في غزو شباك الأمل والوصول الى تحقيق الاهداف ساعد على ذلك الاصرار والعزيمة للاعبيه وبذلهم مجهود كبير مع القيام بجميع الادوار التي اوكلت لهم من قبل المدرب غارزيتو.
نزول السماني الصاوي ساهم كثيرا في ربط حركة الوسط مع الهجوم مع تنوع العاب المريخ من الشمال الى اليمين في حركة دؤوبة يشوبها التركيز التام من قبل اللاعبين .
في الدقيقة 80 من عمر المباراة اجرى الفرنسي ديغو غارزيتو تعديلا بخروج بخروج بخيت خميس المصاب ودخول حمزة داؤود وذلك لتأمين المناطق الدفاعية فيما لم يهدأ لاعبو المريخ وقاموا بالعديد من الهجمات السريعة اطلق من خلالها المتألق بكري المدينة كرة قوية اتجاه مرمى حارس الأمل جرس كافي ليخرجها الأخير بصعوبة بالغة الى الركنية .
كذلك اجرى غارزيتو تعديلا بخروج ضياء ودخول عزام وخروج بكري المدينة ودخول عمار طيفور وكان واضحا ان غارزيتو يعمل على اعطاء الفرصة لأكبر عدد من عناصره في دكة البدلاء حيث مازال الفرنسي يبحث عن التشكيلة المثالية وكذلك تجهيز اكبر عدد من اللاعبين ليكونوا على اهبة الاستعداد للبطولة الافريقية ولبقية الاستحقاقات القادمة.
استمر الاداء بين الفريقين مع امتلاك شبه كامل للمريخ مع ضياع عدد من الفرص خاصة من الجزولي الذي اضاع انفراد في نهاية المباراة لتعود الكرة لكنان الذي لعبها عالية في المرمى فتلقاها دفاع الأمل وابعدها خارج الملعب .
بعدها اعلن الحكم عن نهاية المباراة بتقدم المريخ على الامل بهدفين دون مقابل احرزهما كل من بيبو والجزولي نوح خلال الشوط الثاني ليرتفع المريخ بنقاطه الى 59 في المركز الثاني ويبقى الامل بنقاطه ال36.