وجهة نظر فنية// نادر الداني يكتب: نظرة تحليلية للقاء المريخ والاكسبريس
مباراة المريخ والاكسبريس اليوغندي والتي سوف تلعب يوم غد الاحد تتوفر فيها كل عوامل تحقيق الانتصار للأحمر الوهاج فهدف وحيد كفيل بأن يصعد بالمريخ الى المرحلة القادمة وهذه هي الفرصة الاولى بالإضافة الى حضور عدد من الجماهير المريخية لهذا اللقاء مما يعد دفعة معنوية كبرى للاعبين وهذه هي الفرصة الثانية ، كما أن عدد من أعضاء مجلس الإدارة شدو الرحال الى مدينة الابيض للوقوف خلف الفريق وتذليل كل الصعاب التي تواجه البعثة وهذه هي الفرصة الثالثة ، بالإضافة الى توفر الارضية الجيدة لإستاد مدينة الابيض ليصبح هو الفرصة الرابعة والمؤاتية لأن يؤدي المريخ مباراة فوق العادة ويتألق اللاعبون فيه بإذن الله، حيث يتميز استاد قلعة شيكان بالاستواء الجيد وعدم وجود الحفر والمطبات وهذا يساعد في احكام التمريرات التي تلعب بين اللاعبين وعندما تتوفر كل تلك العوامل والميزات فإن المريخ حتما سيكون في الموعد بإذن الله .
الفريق اليوغندي الذي شاهدناه قبل ايام معدودة في رأينا هو ليس بالفريق المخيف الذي نتوقع منه هزيمة المريخ ولكن هذا الكلام لا يجب الاعتماد عليه لأن أي فريق يلعب كرة قدم ويصل الى مرحلة الدور التمهيدي للبطولة الافريقية لابد أن نعمل له الف حساب وحساب كما أن المباريات ظروفها تختلف والفريق اليوغندي لا نأمن مكره ومكر لاعبيه رغم انهم جعلونا نستهون قليلا من امكانياتهم في هزيمة المريخ في مباراة الرد فالمريخ الذي لعب امام اليوغندي بالأمس كان بإمكانه الخروج بنتيجة ايجابية افضل من التي حصل عليها بل كان اقل ما يمكن الخروج به هو نتيجة التعادل التي فرط فيها المريخ وجعل منافسه يتفوق عليه بهدفين مقابل هدف بعد أن كان هو الافضل والاقرب للتسجيل ولو ارتفع اللاعبون قليلا لمستوى المسؤولية لنالوا ما تمنوا وخرجوا بالتعادل على أقل تقدير.
مستوى اليوغندي كان وسطا ولم يخيف المريخ لكنه ايضا قد يختلف مستواه في مباراة الرد الى الافضل لذا وجب على مدرب المريخ أن يحذر تماما من اللعب بقوة هجومية ضاربة بل عليه ان يلعب بتوازن ما بين الدفاع والهجوم دون التفريط في مسالة الدفاع وترك المدافعين دون مساندة حقيقية وحذاري من الاندفاع للهجوم بغية تخليص المباراة وكذلك حذاري من التسرع في الاندفاع هجوما دون مراعاة للنواحي الدفاعية رغم ان الجميع عرف امكانيات الاكسبريس وما يحمله لاعبوه من مقدرات اقل ما يمكن وصفها بالعادية او المتوسطة وبالطبع يتفوق عليه المريخ في عدة امور لكن هذا لن يعطينا الحق في التعامل مع المباراة باستهتار او تهاون او حتى تراخي فكل الفرق وبمختلف مسمياتها تلعب كرة القدم وفق الظروف التي تحتم عليها المباراة ولا تنظر دوما للإمكانيات فقط لأن الفرق الافريقية بالذات قد تظهر بمستويات ضعيفة في بعض المباريات خاصة داخل ارضها ثم تعود مرة اخرى لتستأسد في وجه المنافس بل وتظهر بشكل مغاير لما كانت عليه في المباريات السابقة ولهذا وجب الحذر واللعب بمبدأ التوازن واعطاء المنافس حقه الواقعي وفق ظروف المباراة ولعبها بمراحل مختلفة حتى لا يقع المريخ في فخ الخروج من الدور التمهيدي في هذا العام .
لاعبو المريخ مطالبون باللعب بتوازن طيلة وقت المباراة وبالطبع حسب ظروفها فالبدايات تكون بجس النبض ومن ثم التقدم وفق الخطة المرسومة بحيث يجب على اللاعبين التعامل مع المباراة بمراحل اولها ضرورة استلام الكرة ووضع الفريق المنافس تحت الضغط مع عدم الاكثار من اللعب العرضي في خط الدفاع خاصة امير وصلاح نمر في الخط الخلفي مع بناء الهجمة بصورة سليمة وضرورة عمل التمريرة الطولية وليست العرضية لأنها تقلل من الشق الهجومية وتجعل الفريق في حالة تراخي مستمر وثبات فقط دون تحقيق الهجوم المطلوب فلعب التمريرة الطولية يدفع بالمنافس للتراجع والتقهقر للخلف ومع رجوعه تزداد الحركة الطولية للأمام مع اكمال الضغط عن طريق فتح اللعب من الاطراف لإحداث الخلخلة الدفاعية المطلوبة ومنها سوف يتم كشف مرمى الخصم ومن ثم ايجاد الفرص مع التركيز التام بضرورة الرجوع بسرعة عالية حالة فقدان الكرة لإعمال مبدأ ارجاع الكرة وانتزاعها بسرعة وهذا يتطلب لياقة بدنية عالية وتحول سريع من الهجوم الى الدفاع وفق منظومة مرتبة تراعي مساندة الزميل وغلق المنافذ وتضييق المساحات على الخصم مع عمل العمق الدفاعي السليم دون الاندفاع للهجوم بصورة كلية .
المريخ مطالب بالضغط على حامل الكرة طيلة زمن اللقاء وعدم مجاراته في حالة اللعب الطولي مع الاحتفاظ بالكرة اطول وقت ممكن فالاحتفاظ بالكرة يساعد في ادخال الطمأنينة الى اللاعبين لأنه عندما تكون الكرة بمعية اللاعبين فإن الخطر في المناطق الدفاعية يقل كثيرا ولكن لحظة امتلاك اليوغندي للكرة بكثرة فإن ذلك يعني ان يتفوق في أي وقت من اوقات المباراة علما بان عملية الضغط على الخصم بقوة تقلل من امتلاكه للكرة وبالتالي تقلل من الاقتراب من مرمى المريخ .
على لاعبي المريخ الهدوء النسبي عند امتلاك الكرة مع التحول السريع للهجوم خاصة وان اليوغندي يعرف تماما بان المريخ لن يكون سهلا في ارضه ووسط جمهوره كما انهم يعرفون أننا مطالبون بإحراز هدف نريح به الاعصاب ونقوي به الشكيمة من اجل البحث عن اهداف اخرى لضمان عملية الصعود الى المرحلة المقبلة وبالتالي سيعملون على حرمان المريخ من هذه الناحية ونتوقع منهم الركون للدفاع مع الاعتماد على الهجوم المرتد بين الحين والاخر لذا وجب الانتباه جيدا بعدم ترك المساحات خالية لهم مع عدم افتعال المخالفات في المناطق التي بالقرب من مرمى المريخ لأنه هذه المخالفات تعتبر بالنسبة لليوغندي فرص حقيقية فعن طريقها يمكن عكس الكرات والارتقاء عاليا في المناطق الخطرة للمريخ .
خط وسط المريخ عليه دور كبير جدا في مباراة الغد يتمثل في اجراء عمليات الربط والتحرك بصورة متواصلة طيلة زمن اللقاء ما بين الدفاع والهجوم وهو من الخطوط المهمة في هذه المباراة وتقع على عاتق اللاعبين مهام جسام تتمثل في الحركة الدؤوبة يمينا وشمالا ومن العمق وكذلك الرجوع السريع مع الدفاع حالة الفقدان لذا وجب ان يتم اختيار خط الوسط بدقة وتركيز عاليين فاللاعب التش لابد من وجوده في مثل هذه المباريات فالمريخ ظل يفتقد للاعب صاحب الامكانيات الهائلة والذي يستطيع نقل الكرة بسهولة من مربع الوسط الى مربع الهجوم والتش خير من يقوم بهذه المهمة فلديه الامكانيات الهائلة لنقل الكرة والتقدم بها كما لديه الامكانيات الرائعة في عملية اختراق الدفاعات من وسط الملعب والتقدم بالكرة بل ولعب التمريرة السحرية المتقنة خلف المدافعين وعلى المهاجمين التحرك للتش وقتما استلم الكرة بصورة لامركزية بغية زعزعة الدفاع واحداث خلل فيه (لجهجهة) المدافعين وهنا يصبح الوضع صعب جدا بالنسبة لمدافعي الاكسبريس فإما ملاقاة التش واقتلاع الكرة منه او الجري خلف المهاجمين خوفا من تمريرات التش الخادعة وبالتالي هنا يحدث الاضطراب للدفاع لذا وجود التش ضرورة قصوى منذ الوهلة الاولى خاصة وانه عاد وبقوة للعب المباريات التنافسية .
المريخ ايضا يحتاج الى اللاعب المحور المتألق خاصة ضياء الدين ومحمد الرشيد ويفضل ان يكون ضياء متأخراً مع الدفاع لبداية الهجمة لأن لديه ميزة الظهور للزميل والاخذ منه وتغيير الجانب من الشمال الى اليمين أو العكس فضياء يتميز بعملية الاستلام الجيدة والتصرف في المساحات الضيقة وكيفية التعامل مع الهجمة وتوزيع الكرة وفق الخطة المرسومة فيما يصبح الرشيد هو الانسب في مساندة وموازرة الهجوم نسبة لما يتمتع به من مهارات عالية في التهديف وكذلك التقدم بصورة جيدة لمساندة الهجوم مع ضرورة أن يترك حمو عادة الاحتفاظ بالكرة بكثرة وكذلك المراوغة غير المفيدة في بعض الاحيان .
عليه نتوقع أن يكون لثلاثي الوسط ضياء الدين محجوب ومحمد الرشيد والتش ادوار مهمة في مباراة الغد بإذن الله.
خط دفاع المريخ غالبا ما يبدأ المدرب بأمير كمال كابتن الفريق وقائده وعلى امير يقع عاتق بناء الهجمات وكذلك ننصحه بعدم الاحتفاظ بالكرة واللف بها والدوران لأن تلك العادة تستهلك الكثير من وقت المباراة وتفيد المنافس في الرجوع بسرعة لإغلاق المنافذ ، كما سيدفع الفرنسي غالبا بالمتألق دوما في هذه الأيام صلاح نمر بالإضافة الى طرفين هما احمد ادم بيبو الذي يتمتع بقوة هجومية مميزة في الجهة اليسرى للمريخ بالإضافة الى تحركات كرنقو في الطرف الايمن فيما سيكون الهجوم متاحا لكل من بكري المدينة والجزولي والنيجري توني .
أياً كانت اسماء اللاعبين التي ستبدأ المباراة فإنهم مطالبون باللعب الحماسي والاصرار والعزيمة فبدون ذلك لن يستطيع اللاعبون فعل شيء وأي تراخي أو استهتار بالفريق الضيف فسيكون مصيرهم الخروج المبكر لذا يجب ان يفهم اللاعبون هذه الجزئية جيداً فالمهارات وحدها غير كافية للوصول الى الاهداف ولابد من أن يكون احساس الفوز نابع من القلب ومصدره يأتي من دواخل اللاعبين حتى يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وحتى يستطيعوا عبور هذه المباراة بسلام.
بالتوفيق للأحمر الوهاج،،،