نادر الداني

وجهة نظر فنية.. نادر الداني.. التحليل الفني للقاء المريخ وهلال الفاشر

مباراة المريخ وهلال الفاشر والتي جرت احداثها قبل قليل بإستاد الخرطوم بدأها المريخ بهدف جميل في الدقيقة الأولى كان من نصيب النجم رمضان عجب من كرة تقدم بها طبنجة في الجهة اليسرى ثم عكسها بصورة جيدة في عمق دفاع هلال الفاشر ليلعبها رمضان عجب فيرست تايم هدف جميل وفيه جملة تكتيكية رائعة نفذت بصورة مميزة .

بدأ المريخ المباراة بتشكيلة تضم كل من منجد النيل في حراسة المرمى ـ امير كمال ـ صلاح نمر ـ طبنجة ـ كرنقو ـ وجدي ـ تاج الدين يعقوب ـ بكري المدينة ـ الجزولي نوح ـ رمضان عجب.

مازال الفرنسي ديغو غارزيتو يسعى لتجريب اللاعبين واجراء تبديلات حيث يلعب كل مباراة بتشكيلة مختلفة بينما هناك بعض اللاعبين اخذوا مكانتهم في تشكيلة الفرنسي كثوابت يبدأ بهم المباراة مثل الكابتن أمير كمال ورمضان عجب وبكري المدينة بينما ظل الفرنسي يجري تغييرات في بقية اللاعبين .

هذا الوضع جعل شكل الفريق واداؤه يبدو متذبذب ما بين الإجادة والاخفاق في بعض الاحيان أي أن الفريق لم يصل حتى الآن للمستوى الذي ينشده الفرنسي نتيجة عدم الاستقرار في التشكيل وهذا امر طبيعي جدا في ظل الظروف الادارية الصعبة التي يمر بها الفريق .

عموما بدأ المريخ المباراة مهاجما وجاداً في سبيل تحقيق الفوز حيث تحرك اللاعبون بجدية وحماس ولم يتأثروا كثيرا بالخسارة التي منى بها الفريق أمام حي الوادي نيالا .

في الدقيقة 27 ومن تمريرة رائعة من بكري المدينة للاعب رمضان عجب الذي وجد نفسه في مواجهة منير حارس هلال الفاشر وبدلاً من وضع الكرة في احد زوايا المرمى مباشرة اذا باللاعب رمضان عجب يحاول مراوغة الحارس ليفشل اللاعب في احراز الهدف الثاني وتضيع اضمن الفرص في المباراة .

لاعبو المريخ التزموا جانب التمرير القصير مع التركيز الجيد واجراء عمليات استلام وتسليم مع فتح الخانة ومساندة الزميل الذي بمعيته الكرة حيث سيطر لاعبو المريخ على الكرة في وسط الملعب تماما وقادوا عدة هجمات خاصة في الجهة اليمنى عن طريق بكري وكرنقو فيما تحرك رمضان عجب في المناطق الهجومية وسبب صداعا دائما لدفاع هلال الفاشر بينما اجاد التاج يعقوب ووجدي بناء الهجمات من الخلف مع مساندة من امير كمال وصلاح نمر في التقدم لحظة الركنيات والضربات الثابتة .

هذا الوضع تجده دوما في مباريات المريخ الماضية ولكن للأسف تلاحظ أن هناك شح في تهديد مرمى الخصم حيث يبذل لاعبو المريخ مجهودا كبيرا في وسط الملعب وفي الاطراف بقية ايصال الكرة الى المناطق الخطرة وتهديد الخصم ولكن تظل عملية الوصول الى شباك الخصم هي اصعب ما يقوم به لاعبو المريخ حيث يجدون معناة كبيرة في ذلك لذا لابد للمدرب أن يحاول ايجاد الحلول لهذه المعضلة التي يمكن ملاحظتها في كل مباريات المريخ في دوري هذا العام .

المريخ يحتاج فقط للاعب الذي يستطيع ايجاد الحلول في المناطق الامامية ومن ضمن هؤلاء اللاعب النيجيري توني اودجو وهو اللاعب الوحيد الذي يجيد عمليات الاختراق والمرور بالأطراف وخلق الفرص لزملائه اللاعبين ، فيما يؤدي بقية اللاعبين ادوار مساعدة في الهجوم.

الدقيقة 39 من عمر الشوط الاول قاد طبنجة هجمة شرسة واخترق دفاعات هلال الفاشر ثم اعطى الجزولي تمريرة على طبق من ذهب لينفرد بالمرمى ولكن الجزولي تعامل مع الكرة بطريقة غريبة ولعبها خارج الملعب بدون أي تركيز.

اللاعب السوداني بصفة عامة تنقصه الجراءة لكنه يقوم بها في بعض الاحيان تماما مثلما فعل الان طبنجة عندما استلم الكرة بشجاعة عالية وتقدم بها من وسط الملعب بجراءة شديدة متخطيا أكثر من لاعب ومن ثم يخلق الخطورة المطلوبة وتلك الأمور لا تحدث كثيرا سواء في الفرق السودانية أو في منتخبنا الوطني الذي يشارك في المحافل العربية والافريقية وهذه تعتبر منقصة في اللاعب السوداني بصورة عامة حيث انه يشعر بشيء من عدم الثقة في النفس وان لديه امكانيات عالية يستطيع توظيفها اذا ما واستشعر المسؤولية وتم زرع الثقة فيه بصورة كبيرة .

عموما لعب المريخ اليوم افضل من المباراة السابقة وكانت حركة اللاعبين جيدة للغاية فيها البذل والعطاء وتنويع اللعب كما تميز اداء اللاعبين بالحماس الجيد والذي ساعدهم كثيرا في التقدم وحصر هلال الفاشر في مناطقه.

انتهى شوط المباراة الأول بين المريخ وهلال الفاشر بهدف احرزه اللاعب رمضان عجب وكان شوطا مريخيا خالصا من حيث السيطرة المريخية وتهديد مرمى هلال الفاشر بينما ظل هلال الفاشر مدافعا طيلة هذا الشوط مع القيام ببعض الهجمات الخجولة والتي لم يكتب لها النجاح .

بداية الشوط الثاني شهدت هدف ثاني للعائد لخط هجوم المريخ رمضان عجب بعد جملة تكتيكية رائعة تبادلها كل من كرنقو والتكت ووجدي وختمها رمضان عجب بالكرة داخل الشباك هدف فيه الذكاء والتمرير والاسلوب الجميل المبني على العلمية والتخطيط داخل ارضية الملعب فأجاد اللاعبون الرسم الهندسي وتطبيقه بصورة ممتازة .

عندما يفوز المريخ تحلو الاشياء وتعود كل الأمور الى طبيعتها هكذا خطر لي أن احدث القراء حيث لعب المريخ واحدة من اجمل مبارياته الدورية التي شاهدناها في الوقت الحالي.

الدقيقة 54 من عمر المباراة شهدت دخول اللاعب محمد الرشيد بديلا للتكت الذي بذل مجهود وافر ليتواصل الاداء الجيد للفرقة المريخية.

في الدقيقة 55 استطاع اللاعب احمد المصطفى احراز هدف لهلال الفاشر من كرة تباطأ فيها دفاع المريخ واستغل فيها اللاعب المساحة الواسعة التي تركها دفاع المريخ في محاولة لنصب مصيدة التسلل لكنها فشلت تماما بعد التمريرة المتقنة للاعب هلال الفاشر ليجد نفسه في مواجهة منجد النيل فيلحق به صلاح نمر محاولا ايقافه وابعاد الكرة الا انه فشل في ذلك لتعود اليه الكرة ويلعبها قوية في مقص المرمى هدف لهلال الفاشر .

الأخطاء التي ظل يقع فيها دفاع المريخ تكررت كثيرا فلا ضمان لأن تظل شباك المريخ سليمة في كل المباريات التي اداها الفريق وهذه ايضا احدى المشاكل الفنية التي يجب على المدرب ايجاد العلاج المناسب لها وذلك بتركيز المدافعين وتمرنهم على اجادة التمركز وتغطية الظهر كما يجب تنبيههم على اتقان عملية التسلل بصورة مميزة لأنها تصبح سلاح ذو حدين ويمكنها ان تشكل خطورة كبيرة على الفريق في المناطق الخلفية .

الدقيقة 68 شهدت تعديل بدخول ضياء الدين بديلا لوجدي هندسة ليعود المريخ لسيطرته التامة على وسط الملعب في حين صار امل هلال الفاشر مازال باقيا لإحراز هدف التعادل .

محاولات المريخ نحو دك حصون هلال الفاشر مازالت مستمرة من العمق ومن الاطراف وظل المريخ يبحث عن الهدف الثالث فيما سعى الخيالة بقوة لمحاولات ادراك التعادل عن طريق القيام بهجمات مرتدة بين الحين والآخر .

بدخول محمد الرشيد وضياء الدين في خط وسط المريخ عاد البطء يلازم اللاعبين وقلت هجمات المريخ كثيرا في شوط المباراة الثاني نتيجة الحركة القليلة للاعبيه واللاعب الوحيد الذي تحرك كثيرا في هذا الشوط هو بكري المدينة والذي دافع وهاجم بقوة وكان شعلة من النشاط حيث عاد العقرب الى لياقته المعروفة وبالتالي زادت حركته في الملعب خاصة في الجهة اليمنى من الملعب .
الفرنسي غارزيتو لم يترك عادته في إجراء تعديلات لتجريب اللاعبين واعطاء الفرص وتوزيعها على اللاعبين حيث ادخل كل من كنان بديلا لطبنجة وبيبو بديلا لكرنقو وخروج تاج الدين يعقوب ايضا ليدخل بدلا عنه اللاعب بانغا .

انتهت المباراة بفوز المريخ على هلال الفاشر بهدفين مقابل هدف وبالتالي ارتفع المريخ بنقاطه الى 62 نقطة فيما بقى هلال الفاشر في نقاطه الـ35.

دمتم في حفظ الله ورعايته،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!