وجهة نظر فنية نادر الداني/ اركويت ينذر المريخ بأداء مدهش

وجهة نظر فنية
نادر الدانيوجهة نظر فنية
نادر الداني
*رغم تأهله للنهائي:*
*اركويت ينذر المريخ بأداء مدهش*
قدم فريق اركويت (رابع الترتيب في دوري الدرجة الأولى) مباراة كبيرة أمام المريخ ووضعه في موقف محرج قياسا بإعداد المريخ وتحضيراته استعدادا لمباراة السبت القادم أمام الاكسبريس اليوغندي لحساب الدوري التمهيدي لدوري ابطال أفريقيا.
اركويت الذي توقع الجميع أن يفوز عليه المريخ بسهولة ويعبره بغية الوصول الى نهائي كأس السودان قلب كل الموازين وقدم إنذارا شديد اللهجة للاعبي المريخ ومدربهم الفرنسي غارزيتو حيث تمكن الفريق الشاب من تقديم مباراة فوق العادة لعب فيها بنفس واحد طيلة شوطي المباراة وباداء تميز فيه لاعبو اركويت بالسرعة والقوة والمهارة العالية في الاستلام ودقة التمرير مع التحول السريع لحظة الفقدان والرجوع لقفل مفاتيح اللعب في المريخ مع تضييق المساحات وسد المنافذ المؤدية الى مرماهم ليظهر الفريق أمام المريخ باسلوب أكثر من رائع من حيث التنظيم والالتزام بالانضباط التكتيكي والقيام بطلعات هجومية شكلت خطورة كبيرة على مرمى محمد المصطفى اضاع من خلالها لاعبو اركويت اكثر من سانحة للتسجيل ولكن بسبب عدم الخبرة والتركيز ضلت كل تلك الفرص طريقها لمرمى المريخ ليضيع اركويت فرصة لدخول التاريخ ، ساعدهم على ذلك مدرب المريخ الذي بدأ المباراة بتشكيل معظم لاعبيه من البدلاء أو الغائبين عن المشاركة في المباراة الافريقية امام الاكسبريس فكما العادة عمد الفرنسي لإعطاء الفرص بالجملة لجميع اللاعبين وان كان لديه الحق في ذلك ولكن المردود الفني للاعبي المريخ لم يك جيدا من حيث التطبيق للمهام والقيام بها على اكمل وجه خاصة في شوط اللعب الأول الذي وضح فيه تفوق اركويت تماما وسيطرته الغالبة على معظم الكرات في وسط الملعب.
وفي الشوط الثاني أجرى غارزيتو بعض التعديلات في محاولة لحسم المباراة ولكن فرقة اركويت الشابة صمدت كثيرا رغم تحركات المريخ وتالق التش الذي عاد لممارسة هوايته في لعب التمريرات القاتلة واهدائها للمهاجمين ليضيّع الجزولي والسماني اضمن الفرص وهما على بعد خطوات من مرمى اركويت بعد هدايا التش الثمينة حيث ظهر أن المريخ افتقد خدمات التش في مبارياته الماضية من خلال التمريرات التي تلعب خلف المهاجمين بالإضافة لاختراقات التش الرائعة والتي توضح مدى تفوقه واتقانه لمهارة التمرير في المنطقة المظلمة لمرمى المنافسين.
المريخ حاول كثيرا في شوط اللعب الثاني تخليص المباراة إلا أن دفاع اركويت وأداء لاعبيه الجماعي كان بالمرصاد واستطاعوا ايقاف اغلب هجمات المريخ بيد أن أداء المريخ وايقاعه البطيء سهل من مهمة الفريق الشاب كثيرا لينتهي الشوط الثاني بالتعادل بدون اهداف ليحتكم الفريقان الى ركلات الجزاء الترجيحية وينجح المريخ في تحقيق الفوز بها بعد أن اضاع رماته ركلتين فيما اضاع لاعبو اركويت ثلاث ركلات جزاء ليواجه المريخ نده التقليدي الهلال في نهائي البطولة والتي ستقام في مدينة سنار.
*نظرة اخيرة:*
* ارتفاع لياقة لاعبي اركويت ساعدتهم كثير في تنفيذ التكتيك الخاص بالمباراة وكذلك الفكر العالي للمدرب محمد موسي خاصة وأن الأخير يعرف الكثير عن فريقه السابق المريخ من حيث تحركات اللاعبين ومناطق القوة والضعف في الفريق.
* غارزيتو كان مندهشا بأداء اركويت الفني وتحركات لاعبيه في الملعب ووضح ذلك من خلال وجه المدرب وانفعالاته مع حركة اللاعبين والتعديلات التي أجراها خلال الشوط الثاني.
* اداء اركويت أمام المريخ يوضح حقيقة أن اللاعب السوداني يلعب كرة القدم من خلال الدافعية النابعة من دواخله ومن خلال تصميمه وارادته وقوة شكيمته فعندما تتوفر كل تلك الدوافع فإنه يظهر بصورة تبهر الجميع وتدهشهم ليقدم كل ما هو مطلوب منه .
نستخلص من ذلك أن مباراة المريخ أمام الاكسبريس اليوغندي تحتاج الى عزيمة وقوة إرادة نابعة من دواخل اللاعبين وعليهم ترجمتها الى أداء بطولي قائم على الحماس والإصرار من أجل كسب اللقاء لتحقيق الهدف المنشود .
اراح غارزيتو في هذه المباراة عدد من اللاعبين على رأسهم منجد النيل/ امير كمال/ احمد ادم بيبو /بكري المدينة / رمضان عجب بالاضافة الى بقية اللاعبين المصابين والذين لديهم العذر الكافي لعدم الظهور .
ادارها بمستوى متوسط الحكم شانتير ولم يك موفقا في العديد من الحالات وظلم بعض اللاعبين بعدم احتساب المخالفات .
*اركويت قدما درسا بليغا لغارزيتو وفرقته في نيل المستحيل وقدم اركويت كذلك اداءً مميز للاعبي المريخ حتى يصحو من غفوتهم.
فيما مضى كان المريخ يحسم مثل هذه المباريات منذ الربع ساعة الأولى لانطلاقتها ولكن جيل لاعبي اليوم ظل يلعب بتراخي وتعالي أكثر من اللازم فياليت يتعظ اللاعبون ويتركوا الاستهتار خاصة أمام الفرق الشابة والمتطلعة دوما لتحقيق نتائج مميزة امامهم فهي حالة من التحدي بالنسبة للاعبين ويعتبرونها بمثابة فرصة لإثبات الذات وتطويع المستحي فإن كسبوا نالوا الشهرة والمكانة المرموقة وان خسروا كان ذلك امرا طبيعيا ولن ينالهم احد باللوم او الانتقاد.
*عاد الحلواني احمد حامد التش لممارسة هوايته المحببة في مداعبة المستديرة بلمساته الساحرة والمميزة ومعه عادت ايضا التمريرات السحرية خلف المدافعين والتي بغيابه افتقدناها كثيرا خلال المباريات السابقة للمريخ.
*الفرنسي غارزيتو عليه تنظيم الفريق وتهيئته نفسيا وبدنيا وفنيا للقاء السبت القادم مع التنبيه بضرورة حسم اللقاء مبكرا والتشدد مع اللاعبين لزيادة الدافع المعنوي والحماسي لديهم حتى يتمكن الفريق من العبور بسلام نحو الدور القادم من البطولة..
*نبارك لجمهور المريخ العظيم استعادة الاستاد وعقبال استعادة المكتب التنفيذي والسيطرة التامة على فريق كرة القدم حتى يعمل الجميع من أجل معركة العبور القادمة وكذلك السيطرة على بقية المنشآت لتكون تحت تصرف المجلس الجديد ..
النصر للمريخ هامات التلاقي
النصر للمريخ على كل الاعادي
***********************
قد عاد للمريخ مجدا كاد يفقده
وغدا نبني ونشيد مجدا للاعالي