الأعمدة

الحلومر في تأهل المريخ .. أب لحما مر

د.لؤي عبدالنور 

ملايين التبريكات نسوقها للمريخاب في أرجاء كوكب الأرض بتأهل الكوكب الأحمر إلى مجموعات دوري أبطال افريقيا.. هذا التأهل الذي جاء في ظروف بالغة التعقيد تمثلت في عدم الاستقرار الإداري الذي لازم النادي لسنين خلت .. وبعده عن ملعبه وجمهوره لسنوات .. علاوة على الظروف الخاصة المتعلقة بمباراة التأهل نفسها أمام الأهلي طرابلس الليبي.. هذا الخصم الذي لا غبار على قوته وتميزه الفني.. لكنه وجماهيره كانوا قد سبقوا اللقاء وصبغوه بأجواء بعيدة عن التنافس الشريف .. وصلت حد الجهر بالسوء من القول بأن عليهم التأهل ولو لعبوا تحت الطاولة ..

وبالفعل.. لم يكن أكثر المتشائمين من عشاق المريخ يتوقع أن يكون تحكيم المباراة بهذا القدر من السوء والوضاعة والتحيز السافر لأصحاب الأرض.. نعم .. فقد فعل رضوان جيد .. الذي هو بالفعل رضوان على الدافعين.. جيد في الإخلاص لمن يعطي بشماله تحت الطاولة.. فعل هذا الحكم العار على القارة السمراء كل ما يمكن أن يفعله حكم لمصلحة فريق عدا ركل الكرة بقدمه في مرمى الخصم .. ولولا الملامة لفعل.. لا يكفيني تعليق على سوء أداء هذا الحكم سوى ركلة الجزاء التي لا أبالغ مطلقًا في وصفها بأنها تستحق جائزة ركلة الجزاء الأكثر وهمية في تاريخ كرة القدم منذ أن اخترعها الانجليز .. وصراحة لا أجد مقارنة لأداء هذا الحكم إلا بحكم مباراة المريخ ودولفين النيجيري في كونفيدرالية 2007 والذي احتسب ركلتي جزاء منهما واحدة شبيهة بركلة رضوان جيد المغربي.. واشترك الحكمان المذكوران بخلاف ظلمهما للمريخ في اتباع سياسة الصفارة عند وصول الكرة لخط المنتصف وهي بحوزة المريخ .. بغض النظر عن سبب الصافرة .. لو اكتفت إدارة المريخ بالتأهل ولم تقم بتدوين شكوى للكاف والفيفا ضد هذا الحكم مدعومة بالفيديو ليتم بتره من سجلات التحكيم فيهنأ المريخ بمزيد من الظلم مستقبلًا..

المهم أن الحلو في تاهل المريخ يكمن في قهر الظروف الإدارية والتحكيمية والبعد عن ملعبه .. وعودة روح أبطال مانديلا الذين يقهرون التحكيم والتنجيم والألوف .. كما أنه التأهل الثالث على التوالي .. علمًا بأن المريخ قبل هذه المرات الثلاث لم يسبق له التأهل إلى مرحلة المجموعات مرتين على التوالي ناهيك عن ثلاث..

هذا التأهل يرفع من تصنيف المريخ مستقبلًا من أجل مسارات أقل صعوبة .. ومن أجل الترقي إلى بطولة السوبر الافريقي الوليدة ولو من موسمها الثاني..

ولكنه تأهل لا يخلو من الملاحظات المريرة التي لا ينبغي تجاهلها:

أولًا لم يكن للمحترفين الستة الذين انتدبهم المريخ مؤخرا دور في هذا التأهل بخلاف اليافع إيريك كامبالي ..والسبب في فشلهم البائن بخلاف سوء الاختيار بدون رصد مسبق هو كبر سنهم وبعدهم عن اللعب التنافسي بغض النظر عن مستواهم السابق.. كما أن تسجيل المحترفين من خارج الأندية التي تنشط في القارة الافريقية أثبت فشله في المريخ بخلاف اشراقات محدودة على غرار جوناس ساكواها والثنائي العراقي وليما البرازيلي .. 

اللاعبون المحترفون الأجانب الذين يجاوزون الثلاثين يفتقدون دومًا إلى اللياقة البدنية العالية والطموح الذي يدفعهم للعطاء.. ولذلك لا عجب في تميز إيريك كامبالي وحده دونا عن رفاقه..

ثانيًا نلحظ أن المريخ الذي تذيل مجموعات أبطال افريقيا في الموسمين السابقين لم يضف إلى صفوفه لاعبين يخترقون التشكيل الأساسي بخلاف مازن محمدين ورامي كورتوكيلا العائدين إلى صفوف الفريق بعد التخلص غير المبرر منهما.. 

وثالثًا وهو الأهم فإن معدل أعمار لاعبي المريخ قد ارتفع بشكل مخيف .. وهو في رأيي السبب الأول في شكل مردود الفريق غير المرضي رغم التأهل قبل أن نستل السكاكين في وجه المدرب التونسي الغرايري..

لك عزيزي القارئ أن تتخيل أن كشف المريخ الحالي يضم 16 لاعبًا تجاوزوا الثامنة والعشرين من العمر .. منهم خمسة لاعبين تجاوزوا سن الثلاثين .. وهي نسبة تقارب الخمسين بالمائة من كشف الفريق .. ومن المعروف عند خبراء اللعبة أن المردود البدني للاعب يتدنى بنسبة كبيرة عند تجاوز هذه السن .. فلا يعقل أن تضيف لهذا التعقيد انتداب محترفين أجانب يرفعون من معدل الأعمار بدلًا من خفضه ..

هذه إشارات نتمنى من الإدارة الجديدة التقاطها للعمل على تسجيل لاعبين وطنيين وأجانب بسقف عمري محدد في التسجيلات القادمة التي تسبق مرحلة المجموعات مع مسابقة الزمن لتجهيز الملعب ليحتضن المريخ مبارياته وسط جمهوره .. وهذه في رأيي الشروط الوحيدة التي تجعلنا نتفاءل بمردود مختلف للزعيم في مرحلة المجموعات هذه المرة .. بخلاف ذلك فلن تختلف المشاركة هذه المرة عن سابقتيها .. 

نسوق ذلك من أجل التدارك وتصحيح المسار .. بدلًا من علاج الأعراض بإقالة المدرب وتجاهل المرض البائن للعيان .. وحتى لا نسرف في التفاؤل غير المستند على أرضية واقعية ..

والمجد للمريخ معشوق الملايين

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!