وجهة نظر فنية نادر الداني التحليل الفني للقاء المريخ وزاناكو الزامبي
وجهة نظر فنية
نادر الداني
التحليل الفني للقاء المريخ وزاناكو الزامبي
يخوض مريخ السودان اليوم معركة شرسة وقتالية في احراش افريقيا امام زناكو الزامبي ضمن مباريات بطولة الاندية الافريقية ابطال الدوري في مرحلة الدخول لدوري المجموعات أو المشاركة في الكونفدرالية ، مباراة من نار ينتظرها عشاق الاحمر الوهاج وهذه المرة كان الاحمر جميلا وقويا وماردا حقيقيا في مباراة الذهاب والتي كسبها بثلاثية نارية ادخلت الاطمئنان والامان لدى جمهوره وجعلته يحلم بالتأهل قبل حدوثه فالمنطق والعقل يقول بأن المريخ كان هو الافضل في تلك المباراة من حيث النتيجة واللعب الا من بعض الهفوات التي نتمنى ان يكون الجهاز الفني قد عمل على تلافيها حتى لا تظهر في مباراة الرد الحاسمة والتي تقام بعد ساعات من الآن .
مباراة اليوم نمنى النفس أن تقود الاحمر الى دوري المجموعات ولكن ما نريد ان نؤكده ونبصم به بالعشرة أن كرة القدم لا تعرف الامنيات ولا الاحلام وانما تعرف العمل الجاد في ارضية الميدان كما تعرف الحماس والغيرة والاصرار والعزيمة لبلوغ الغايات ومباراة اليوم بالتأكيد لن تكون سهلة نعم حقق المريخ المراد وفاز بالثلاثة لكن جولة اليوم تحتاج من اللاعبين الى عدم الاستهتار واللعب بجدية اكثر وبدون تهاون وعلى اللاعبين تنفيذ كلام المدرب جيداً والقيام بالمهام التكتيكية والفنية بصورة افضل من المباراة الماضية .
سيخوض الاحمر لقاء اليوم بتشكيلة تضم كل من منجد النيل في حراسة المرمى امير كمال وصلاح نمر في قلب الدفاع وعلى الاطراف يلعب كل من كرنقو في الطرف الايمن وبيبو في الطرف الايسر فالدفاع لم يتغير ولم يحدث به تعديل وهذا أمر جيد نسبة لعامل الانسجام والخبرة التي يؤدي بها اللاعبون فبعض الاقلام تحدثت عن ضرورة الدفع بطبنجة في خانة الظهير الايسر بديلا لأحمد ادم بيبو وحجتهم في ذلك ضعف بيبو في الناحية الدفاعية ورغم ان كلامهم صحيح حيث تلاحظ لنا في مباراة الذهاب ان الجناح الايمن لزناكو كان مزعجا لبيبو وارهقه بصورة كبيرة بل قاد عدة هجمات عن طريق الطرف الايسر للمريخ وكان واضحا ان هناك خلل ما في ناحية بيبو استطاع زاناكو من خلاله العبور والوصول الى منطقة جزاء المريخ أكثر من مرة لذا تتخوف الجماهير من تكرار العمليات الهجومية عن طريق ناحية بيبو في اليسار ولكننا نؤكد بان الجهاز الفني للمريخ يعرف هذه المعلومة جيدا وطالما دفع باللاعب بيبو فهو يدرك جيدا مدى خطورة ذلك وربما قام بمعالجة الخلل الذي حدث في المباراة السابقة بعدة امور اولا يجب ميلان احد لاعبي المحور ضياء او محمد الرشيد ناحية اللاعب بيبو وعمل ساتر دفاعي معه ومساندته في عمليات ملاقاة الكرة والحد من خطورة الجناح الايمن لزاناكو ووقف جميع العمليات التي يقوم بها في تلك الناحية وثاني المعالجات هي عدم تقدم بيبو باعتبار ان المريخ يلعب بصورة دفاعية ويهتم اكثر بالدفاع ولا يقوم بعمليات الهجوم الا في حالة الاستحواذ على الكرة وفي هذه الحالة يتم تغطية ظهر بيبو بأحد لاعبي الارتكاز او ميلان صلاح نمر في خانة بيبو على ان يميل امير في خانة صلاح عند الهجوم ويغطي العمق الدفاعي فيما يتراجع كرنقو ليسد المنطقة المظلمة خلف امير وهكذا دواليك يجب ان يعمل الدفاع بتناغم خاصة في مثل هذه المباريات .
عموما بيبو هو المسؤول الاول والاخير عن تلك الخانة وتلك المساحة وعليه الاهتمام اكثر بالعمليات الدفاعية مثل الرقابة اللصيقة للمهاجم مع ترك المساحة خلفه دون الرجوع السريع .
غارزيتو يدرك تماما بأن زاناكو لن يستسلم وسيحاول اللعب بقوة من اجل فعل شئ في هذه المباراة فهي فرصته الأخيرة للعبور لدوري المجموعات وعلى العكس من توقع الجميع فان زناكو يدرك بانه اذا ما خسر مباراة اليوم فإنه سوف ينزل الى بطولة الكونفدرالية وبالتالي هو لم يخسر المنافسة بل سيظل في احد البطولات وهذا بطبع يعطي لاعبي زاناكو وادارتهم اطمئنان الى ان الفريق لن يخسر شئيا طالما هو مازال في حالة تنافس على احدى البطاقات وان استمرارية الفريق هي في حد ذاتها مكسب لهم لذلك لن يكونوا متوترين بصورة كبيرة .
هذه نقطة مهمة يجب الوقوف عندها كثيرا فلاعبو المريخ عليهم ادراك تلك الحقيقة بان زاناكو يلعب الكرة الممرحلة المبنية من الدفاع الى الوسط ثم الى الهجوم وقد لاحظت بأن بناءهم للهجمة يكون بطيئاً جدا وهذا يسهل من مهمة لاعبي المريخ في اغلاق المنافذ وفق الخطة المرسومة وذلك بالرجوع الى الخلف واخذ المواقع الجيدة وبالتالي التوقع الجيد لمسار الكرة .
على لاعبي المريخ الالتزام التام باللعب الارضي الممرحل مع التقدم الجيد للأمام وعدم الاعتماد على دفاع المنطقة الكامل بالتمترس في المناطق الدفاعية وانتظار ما يفعله زاناكو الزامبي ومن ثم التصرف بناءاً على تصرف الخصم فلابد من الحذر واللعب وفق منظومة دفاعية هجومية وليس وفق منظومة دفاعية بحتة تعطي الخصم مبدأ المبادرة والضغط على المريخ ووضع تحت الضغط طيلة شوطي المباراة فلابد من توصيل احساس للاعبي الخصم بأن المريخ يرغب في انهاء المباراة في زامبيا ولا يرغب في عملية الدفاع بصورة متواصلة وهذا الحساس اذا ما اردت توصيله يجب عليك اتباع اسلوب الدفاع الهجومي وبالتمرحل في نقل الهجمة وتهديد مرمى زاناكو وايجاد فرصة حقيقية للتسجيل عندها سيعرف الفريق الخصم مدى قوتك وبالتالي يقلل من الهجوم على المريخ مما يتيح للاعبين تطبيق مبدأ المدافعة الهجومية وهذا يتطلب اللعب بتركيز عال وانتباه جيد مع القيام بجميع المهام المؤكلة للاعبين .
دعونا الآن نتفاكر في الثغرات التي يمكن من خلالها ان يتم ضرب المريخ في مقتل واولها الكرات الثابتة على الاجناب وهي التي ظلت تشكل خطورة كبيرة على المريخ فهذه الكرات تمثل بعبع مخيف لدفاع المريخ ولجماهيره فهي الاخطر في كل مباراة يلعبها المريخ محليا او قاريا او عربيا لان منها اتت اهداف قاصمة للظهر حيث يأتي الهدف في جزء من الثانية ومعروف ان قلة من اللاعبين السودانيين يجيدون عمليات التمركز في خط 18 لتلقي مثل هذه الكرات فالجميع يتمركز بصورة غير مثالية خاصة حارس المرمى الذي يتردد كثيرا في عمليات الخروج وبالتالي يهتز الدفاع معه في هذه الحالة لذا لابد من ان يكون منجد صاحيا ومنتبهاً ومركزا في الكرات الهوائية والتي سوف يكثر منها فريق زاناكو الزامبي خاصة من الاطراف سواء كرات متحركة او ثابتة من مخالفات او ركنيات فعلى الجميع التعامل معها بيقظة وتغطية اللاعبين المهاجمين خاصة القادمون من الخلف والذي يشكلون الخطر الأكبر على شباك الفريق .
ثانيا العوامل هي الاعتماد على مصيدة التسلل التي يجيدها كل من امير كمال وصلاح نمر فهذه المصيدة تعد سلاح ذو حدين فإما ان توقف بها خط هجوم المنافس وفي هذه الحالة يجب ان تكون متأكدا من مدى نزاهة التحكيم الافريقي واخراجه للصافرة في الوقت المناسب والا فإن هذه العملية لن تنجح معهم وربما يضربوا مصيدة التسلل عن طريق جهل الحكام او تواطؤهم مع الخصم وبالتالي تعرض مرماك لخطر الانفراد لذا يجب ان يتم تنفيذ مصيدة التسلل بتركيز عال وضمان وجود اللاعب السريع الذي يستطيع ان يغطي خطأ الحكم بعدم احتساب التسلل فبعض المدربين لا يعتمدون عليها كلية خاصة في مثل هذه المباريات الصعبة والتي ينحاز فيها التحكيم قطعا لأصحاب الأرض لذا لابد من الحذر الشديد في التعامل مع مصيدة التسلل خاصة وان المدافع نمر بطئ الحركة وليست بالمدافع الذي يستطيع اللحاق بالكرة والمهاجم لحظة الانفراد وكذلك امير كمال.
ثالثاً يجب الحذر من اخراج الكرات من الدفاع (بداية الهجمة) بتركيز عال واتقاء الاخطاء في التمرير في تلك المنطقة وعدم اللجوء للعب التمريرة العرضية في المناطق الدفاعية وضرورة التقارب بين المدافعين مع عمل العمق الدفاعي لحظة تقدم احدهم فكثيرا من نشاهد في المباريات الاوروبية عدم اهمال هذه الناحية ولكن نلاحظ ان فرقنا تلعب بعدم اهتمام لهذه الناحية خاصة في المريخ فنمر وامير لا يتعظان من هذه الناحية وامكانية ضربهما بالباص الطولي واردة في أي لحظة لانهما غالبا ما يقفان في خط واحد لذلك لابد من عمل العمق الدفاعي فتقدم احدهما خطوة ورجوع الاخر خلفه مباشرة هو الف باء تاء ثاء الدفاع .
في خط الوسط يلعب كل من ضياء والرشيد والصيني وهما ثلاثي مميز في عمليات الارتكاز والقيام بها على اكمل وجه لذلك سيكون من العسير على الخصم التقدم او امتلاك خط الوسط فالصيني يعد اضافة مميزة لهذا الخط وعودته تعد الافضل في هذا الجانب نسبة لما يتميز به من قوة وتفكير جيد وتصرف في الكرة لحظة الاستحواذ او التقدم فهو لاعب جيد في افتكاك الكرة من لاعبي الخصم ويجيد عملية التحول بصورة مميزة كما انه لاعب ثابت في الميدان ولا يبدو عليه الاضطراب عند ملامسة الكرة لذا نتوقع ان يؤدي الاضافة المطلوبة .
على ثلاثي الوسط تقسيم الادوار بصورة جيدة وعدم التداخل في المهام فضياء الدين مهمته التأخر مع الدفاع وبالتالي تتركز مهمته في بداية الهجمة وحماية ظهر زملائه الاثنين الصيني والرشيد وملاقاة الهجمة قبل وصولها للدفاع فيما يجب على احد الاثنين الصيني او الرشيد التقدم مع الهجوم لإعمال مبدأ الزيادة العددية في خط الهجوم مع العودة السريعة لحظة فقدان الكرة وهذا ما سيقوم به اللاعب محمد الرشيد باعتبار ان لياقته جيدة وافضل من الصيني في عمليات التحرك كما ان لديه مضرب قوي يستطيع تصويب الكرات نحو الحارس وعلى الرشيد ان لا يكثر من الاحتفاظ بالكرة كثيرا في خط الوسط واللف والدوران بها خشية الهجوم المرتد السريع خاصة وانه يلعب في منطقة حساسة.
يلعب في خط هجوم المريخ كل من رمضان والجزولي نوح وتوني ادجو وهو هجوم جيد ومميز من الناحية الفنية باعتبار تميز كل منهما بمميزات تختلف عن الثاني فرمضان يجيد التمركز الجيد ولديه حساسية مع الشباك وهدفه في زاناكو الزامبي في مباراة القاهرة يوضح وبجلاء تمركزه الجيد في مواجهة المرمى لذلك ولكن نعتقد ان هذه المباراة تحديداً لن يكون رمضان في موقع رأس الحربة بل سيكون متحركاً في خط الوسط الامامي وعليه تبادل المراكز مع زملائه نوح وتوني للهروب من الرقابة الصارمة التي سيفرضها عليه دفاع زاناكو .
خط هجوم المريخ سيتعامل مع هذه المباراة باعتباره الخط الاهم فيها لأن أي هدفه يحرزونه سيكون هو قاصمة الظهر بالنسبة لزاناكو وسيكون تأشيرة مبكرة للمريخ للعبور الى دوري المجموعات لذا اهتم به غارزيتو ودفع بهذا الثلاثي املاً في حسم اللقاء لصالحه ولكن تبقى امور لابد منها وهي ضرورة المساهمة مع زملائهم في عمليات التغطية والرجوع مع المجموعة في حالة فقدان الكرة أي النزول الى منطقة الوسط والاطراف لاستعادة الكرة ومن ثم التفكير في الهجوم على اللاعب الجزولي نوح التركيز جيدا في خط الهجوم والتعاون مع زملائه اللاعبين مع القيام بالادوار الدفاعية وكذلك توني الذي بالاضافة الى هذه التعليمات عليه التقدم اكثر نسبة لامتلاكه عامل المهارة الجيدة في التخطي والتخلص من اللاعبين خاصة على الاطراف مع عكس الكرات امام المرمى ليكون رمضان والجزولي بانتظارها لترجمتها في مرمى الخصم وعلى لاعبي الهجوم ان يتحركوا ويتركوا البطء في الحركة لان حركة الهجوم تساعد الدفاع كثيرا في اخذ انفاسهم والتمركز الجيد انتظاراً لهجمات الخصم فهي تعتبر راحة ايجابية يستفيد منها المدافع في اعادة حساباته جيداً لملاقاة الهجوم.
لدى المريخ اسلحة عديدة يمكنه حسم المباراة بها واهمها سلاح الركنيات والعكسيات من الاطراف حيث يتقدم امير كمال ونمر عند الركنيات وبالتالي لابد من رجوع الصيني وضياء الدين في مكانهما مع تحسب محمد الرشيد في دائرة السنتر وتأخير الكرة او تعطيلها باي شكل من الاشكال عند الهجوم المرتد .
غالبا في مثل هذه المباريات يكون الاعتماد الاكبر على سلاح المرتدات القوي وقد جربه المريخ في المباراة السابقة حيث نال الهدف الثالث بطريقة الهجمة المرتدة السريعة والتي نفذها الجزولي نوح بطريقة نموذجية عندما استلم الكرة من وسط الملعب وتقدم بها بصورة مميزة ثم رفع رأسه ووجد معه زميله وجدي هندسة الذي كان قد دخل بديلاً وجده فقدم له التمريرة على طبق من ذهب ليضعها في المرمى هدف جميل وملعوب فهذا السيناريو يمكن تطبيقه في زامبيا بسهولة اذا ما ركز اللاعبون وساندوا بعضهم البعض بالانطلاق مع الهجمة عند الاستحواذ والتقدم بها خاصة وان الخصم سيعمل على التقدم بكلياته من اجل حسم اللقاء وغالبا يما يكون ذلك في شوط اللعب الثاني لذا لابد من التركيز على الهجوم المرتد وعدم فقدان الكرة بسهولة مع ايجاد المساندة من الزميل لحظة الاستحواذ.
اخيرا نرجو أن يكون كل لاعبي المريخ في الموعد وان يوفقوا للصعود الى دوري المجموعات بإذن الله فالمشوار طويل وينتظر الفريق مجهود أكبر خاصة في الناحية الادارية من حيث التسجيلات والانتدابات الجديدة والتي حتما سيكون لها تأثير ايجابي في ظهور الفريق بصورة مميزة في دوري المجموعات .