الأعمدة

وجهة نظر فنية نادر الداني نظرة تحليلية للقاء المريخ والترجي التونسي عشية السبت القادم

وجهة نظر فنية
نادر الداني

نظرة تحليلية للقاء المريخ والترجي التونسي عشية السبت القادم

عودنا فتية المريخ الاشاوش على الظهور الجيد في المباريات التي تكون صعبة المراس والنزال ولطالما افرحونا ونحن في قمة الإحباط والتشاؤم بسبب الواقع الذي يحدث امامنا وبسبب البدايات لإعداد الفريق والتي غالبا ما تدخل الخوف في قلوب الجماهير لأن الفريق لم يصل بعد للجاهزية المطلوبة وهذا ما يجعلنا نخاف عليه من السقوط في بداية المشوار وهذا أيضا ما يجعلنا نضع مقارنة بين استعدادات المريخ قبل مباراة السبت وبين فريق الترجي التونسي بل ربما ينظر البعض الى أن الفريق سيتجرع الخسارة لكنه غالبا ما يفاجئنا بعكس التوقعات فيقلب الطاولة على المنافس ويثبت انه الفارس المغوار صاحب الصولات والجولات الافريقية والعربية.

عشية السبت القادم تبدأ ساقية دوري الابطال في الدوران ويواجه الأحمر منافسه الترجي التونسي في أولى مباريات الفريقين بملعب رادس بتونس الخضراء وتعد مباراة السبت من المباريات الصعبة للغاية بل دعونا نقول ذلك وفق ما رشح من اخبار متداولة عن استعدادات الأحمر وكذلك جاهزية عملاق باب سويقة والذي يفوق اعداده جاهزية الأحمر لهذا النزال فلا مقارنة بين استعدادات الفريقان لهذه المباراة بل ليس من الحكمة ان نضع المريخ على كفة واحدة مع الترجي التونسي لهذا السبب نحن قلقون نعم قلقون من اعداد المريخ والذي يمكن ان نسميه بأنه (غير مكتمل) فيما يمكن ان نطلق على اعداد الترجي بأنه (مكتمل موية ونور) وهذه هي الجزئية التي تخوف في الموضوع كله.

المريخ الذي شد الرحال قبل أسابيع الى مدينة القاهرة واقام فيها معسكراً لعب خلاله الفريق عدد من المباريات الودية والتي لم تكن في مستوى الطموحات بل يجب القول بأن الفريق نفسه لم يتمرن بصورة كافية ولم يعد لاعبيه بصورة مكتملة حتى يلعبوا المباريات الودية نفسها ناهيك عن نوعية الفرق التي لعب ضدها الفريق فلا نريد ان نتحدث عن ذلك لان كرة القدم لا تقاس بهذه الطريقة وانما بما ينتجه اللاعب من مجهود ومن اعداد جيد حسب البرنامج المعد ولو نظرنا لإعداد المريخ بقاهرة المعز وما حدث فيه من أمور فنية في المباريات الودية ومن نتائج حدثت مع فرق اقل قامة من المريخ فإننا يمكننا ان نستنتج النتائج التي خرج بها المريخ من معسكر القاهرة بان اعداده لم يصل بعد للصورة المطلوبة وان اعداده ناقص اقل من الوسط وهذه هي الحقيقة التي يجب ان تقال دون تردد لكن ما سيحدث مستقبلا هو امر في علم الغيب بيد ان التوقعات كلها تشير الى أن الفريق معرض لتجربة ستكون هي الأصعب على مستوى تاريخه ومكانته في القارة الافريقية والدول العربية لذا ولكن بكل امانة يمكننا القول بان المريخ لو احترم منافسه ولو ارتفع اللاعبون الى قمة المسؤولية فسوف يكون له رأي آخر في مباراة السبت ، ولأنني مازلت عند رايي بان كرة القدم تلعب بالحماس والروح القتالية اكثر من الأمور الأخرى ولطالما توقعنا الهزائم والخسارة فادهشنا المريخ بما يقدم من روح وحماس وقوة وصلابة .

سوف نتفاءل ولكن لن (نخت في بطنا بطيخة صيفي) لان من يفعل ذلك يكون قد مر بكل التجارب الجيدة وفعل كل ما بوسعه من اعداد جيد ومباريات في مستوى عال ولديه وفرة في اللاعبين تمام كما هو حاصل بالنسبة للترجي التونسي والذي سيواجه المريخ وهو مكتمل الصفوف والعتاد ومكمل لمباريات الدوري بصدارة كاملة ولاعبيه في قمة الجاهزية البدنية والنفسية فيما نجد بان المريخ يعاني من بعض المشاكل أهمها عدم الجاهزية البدنية الكاملة وكذلك إصابة بعض اللاعبين المؤثرين لديه وهذا ما يقلق قاعدته العريضة التي تتابع مجريات الاحداث في الفريق .

(خلونا نخت الكورة واطة) ونوقن تماما بأن المريخ لديه فرصة اللعب امام الترجي وان المباراة قبل أن تبدأ مازالت تعادل سلبي بين الفريقين فما الذي يفعله ريكاردو في مثل هذه الظروف ويقيني ان المدرب الذكي هو الذي يستطيع ان يصنع من الظروف الصعبة والتي تواجهه حلولاً لفريقه ومخرجاً مما هو فيه وإلا فما فائدة المدرب أتكون فائدته في الاعتماد على الجاهزية البدنية فقط واكتمال صفوف لاعبيه ولو اشرنا الى أي مدرب في الدرجة الأولى أو الثانية وغير دارس لأصول التدريب للعب بهم طالما هم جاهزون (موية ونور) ومكتملين اللياقة البدنية ولا يواجهوا ظروفاً صعبة مثلما يواجهها المريخ في الوقت الحالي .

الصقيع والبرد واجواء البحر الأبيض المتوسط كوم ونقص الفريق وعدم جاهزيته ليكون في مستوى المباراة كوم تاني الأولى صعب التغلب عليها الا بالتعود وهنا يمكننا القول بان طقس القاهرة كان مقاربا لطقس تونس لذا نتوقع ان لا يشكل الطقس عائقاً كبيراً لكنه حتما سيؤثر على أداء بعض اللاعبين وليس كلهم .

فيما ستكون عقبة عدم الجاهزية الكاملة هي الأهم بالنسبة للبرازيلي ريكاردو فعليه يقع عبء اختيار التشكيل الأمثل لخوض اللقاء مع إيجاد البدلاء عن اللاعبين الاساسين الغائبين في اللقاء أمثال الرشيد والتش والبرازيلي سيرجيو رفائيل في محور الميدان بالإضافة الى ضرورة وضع المهاجمين بصورة صحيحة حتى يستطيع ان يتغلب على كل الصعوبات التي تواجهه .

في تشكيل المريخ نجد ان المصطفى هو المرشح الأول في حراسة المرمى وهنا لا جدال في أن المصطفى حارس جيد وعليه ان يكون يقظاً ومركزا بصورة كبيرة وتوفقه في مباراة السبت يكون معتمدا بشكل أساسي على الدفاع الذي يلعب امامه فارتباك الدفاع سيجعل الحارس مرتبكا أيضا فكلما اغلق الدفاع المنافذ المؤدية للمرمى كلما كانت الكرات المصوبة اتجاه المرمى في عين الحارس ومجاله الافقي ويستطيع التعامل مع مثل هذه الكرات لأنها تأتي ضعيفة وليست ذات جدوى بالنسبة له فيستطيع التعامل معها .

والعكس صحيح كلما كان الدفاع قويا وصلبا ومتماسكاً كلما كان الحارس مركزا أكثر ولديه الدافع للدفاع عن عرينه ضد كل الكرات المصوبة اليه .

المتوقع ان يلعب ريكاردو بطريقة 3/5/2 وهي من الطرق التي تعطي المدرب خيارات عديدة فيمكنه ان يلعب دفاعياً بصورة كاملة وكذلك يمكنه ان يهاجم في نفس الوقت ، ولكن هناك مشكلة تكمن في المخزون اللياقي للاعبي المريخ ولو كان المدرب واثقاً من لياقة لاعبيه ومتأكد بانهم يستطيعون الأداء طيلة ال90 دقيقة بنفس واحد فإنه سيعمل على مهاجمة الترجي بقوة وفي نفس الوقت يمكنه حماية مرماه غير أن مسالة التأكد من المخزون اللياقي هو امر يرجع الى المدرب وتقديره له وبالتالي لا نستطيع ان نجزم بأن المريخ سيلعب بصورة هجومية ودفاعية في نفس الوقت لكنه حتما سيحاول ان يباغت الترجي بين الحين والآخر لخطف هدف سيكون له مردود معنوي وسحري رهيب على اللاعبين وربما يمدهم بطاقة دفع مضاعفة تمكنهم من اكمال المباراة برتم واحد حتى النهاية.

لكن الثابت امامنا ومن الواقع ان المريخ سيلعب بثلاثة مدافعين هم صلاح نمر وكرشوم وحمزة داؤود في المثلث الدفاعي امام الحارس المصطفى فيما سيلعب على الأطراف كل من البرازيلي اليكس سيلفا والمحترف الغاني فاتوا سليمانا بينما سيلعب في خط الوسط كل من التكت والتاج وماتيوس كوتيلو(صانع العاب) فيما سيلعب في خط الهجوم بكل من رمضان عجب والجزولي نوح .

هذا هو التشكيل الأمثل القادم لبداية مباراة الترجي التونسي وتبقى مشاركة عمار طيفور والسماني الصاوي وبرايان ووجدي عوض والبرازيلي المهاجم باولو سيرجيو وايرك كمبالي مرهونة بموافقة ريكاردو وتقديراته للموقف فقد يدفع بأحد هؤلاء مكان ما ذكرنا حسب تقديره ومتابعته للتيم ولكن تبقى الأهمية بمكان ان يقدم هؤلاء اللاعبون كل ما لديهم من مهارات فنية وبدنية وفق الخطة المرسومة .

تبقى مسالة رسم الخطة التي تمكن المريخ من مجاراة الفريق التونسي ومقارعته والوقوف في وجهه الند بالند او (سواقته) نحو التعادل او حتى اقتلاع الفوز منه هي الهدف الأساسي للفرقة المريخية لكن يجب ان يعرف اللاعبون بأن هذا الهدف يحتاج منهم الى بذل جهد مضاعف وان يعملوا سوياً لتحقيقه بصور جماعية متكاملة مع ضرورة تطبيق كلام المدرب بصورة مميزة حيث لابد ان يتم تقسيم المباراة الى أجزاء كل جزء منفصل عن الآخر وكمثال فان البدايات متوقع فيها ان يكون الفريق التونسي هو المبادر بالهجوم على المريخ حيث انه سوف يسعى لتخليص المباراة وفي نفس الوقت سيبدأ في جس نبض للمنافس الذي امامه (حا يشوف مويته) كما نقول بالعامية يعني مسالة قياس لمدى قوة وصلابة الدفاع وكذلك باي طريقة سوف يلعب المريخ هل اتى مستسلماً طائعاً لمصيره المحتوم ، ام انه لديه ما يقدمه للعبور في المستطيل الأخضر وتشكيل الخطورة المطلوبة وعلى هذا الأساس سيحاول الترجي قياس مستوى ترمومتر المريخ في هذه المباراة لذا فان البدايات لابد ان تكون قوية بالنسبة للمريخ اما ان يبدأ بدفاع قوي وصلب يبدأ من وسط الملعب او أن يهاجم بقوة ويربك حسابات الترجي ويجعله يتراجع ليبدأ الترجي في مراجعة نفسه واللعب بحذر امام المريخ حتى لا تتعرض شباكه للنيل منها .

ومعروف ان الفرق التي تهاجم بقوة في البدايات فإنها تكشف عن نيتها في تخليص اللقاء من بدري وبالتالي تجبر المنافس على التراجع ومن ثم إعادة الحسابات من اول وجديد ويضع جميع اللاعبين في مخيلتهم قوة المنافس وتطوره بحسب اقترابه من مرماهم وتشكيله للخطورة المطلوبة ولكن هب ان المريخ ومن اول دقائق المباراة تراجع للوراء واتاح للترجي التقدم ومن ثم امتلاك الوسط والأطراف ومهاجمة المريخ من جميع الجهات مع عدم تشكيل المريخ لاي هجمات منظمة ومرتدة وأقول منظمة ومرتدة لان الهجوم المرتد أنواع عديدة فالنوع الأول كمثال يعتمد على لاعب واحد فقط في الهجوم وهذا اضعف أنواع الهجوم فهذا اللاعب يظل يجري يمنة ويسرى دون ان يحقق أي فائدة من عملية المطاردة المستمرة طيلة الشوطين وعندما يلعب معه الحظ دوراً ويجد كرة هنا او هناك فانه لن يستطيع ان يفعل شيء امام ثلاثة او أربعة مدافعين ودون ان يسانده زملاؤه في الخلف واما النوع الثاني فهو تواجد مهاجمين اثنين ولكن لا يجدا المساندة المطلوبة من وسط الملعب او الأطراف وفي هذه الحالة سيكونان بدون فائدة فيما نجد بان النوع الثالث وجود مهاجمين اثنين مع إيجاد مساندة من الأطراف او الوسط لحظة الاستحواذ وهذا ما يمكنه ان يفعل شيئا امام المرمى عندما يتمكن احد المهاجمين من الاستحواذ على الكرة ومن ثم تخزينها لحين قدوم زملاؤه من الأطراف او الوسط لعمل المساندة أو جر المنافس لإتاحة الفرصة للمهاجم بالتقدم ومن ثم خلق الفرص أمام المرمى وهذا بالطبع يتطلب لياقة بدنية عالية للغاية وجهد مبذول بدرجة كبيرة تمكن الأطراف من التقدم نحو المرمى في خط اللاين مع تقدم اثنين من الوسط وواحد من الهجوم ليكون هناك تفوق عددي جيد يستطيع من خلاله المريخ قيادة الهجمات لأجل كسر شوكة الترجي واحداث المفاجأة المطلوبة .

واذا نظرنا الى المريخ والى اعداده ومدى انسجام اللاعبين والى نتائج مباريات المريخ الودية بعمق وتروي فإننا نجد بأن المريخ لم يصل بعد لمثل هذه الجاهزية والتي تمكنه من مجاراة الترجي في هذه المباراة لذا قلنا بان ريكاردو عليه ان يقسم المباراة الى أجزاء يلعب فيها أحيانا بصورة دفاعية خالصة واحيانا أخرى يلعب مهاجماً بصورة جماعية وحتى لا يتم توزيع جهد ولياقة اللاعبين على فئات معينة منهم فعلى افراد الفريق ان يتحركوا بصورة جماعية نحو مرمى الترجي وان يكون هناك مساندة للزميل مع فتح اللعب من الأطراف والقيام بهجمات لها خطورتها ويمكنها إيقاف هجمات الترجي وجعله يفكر في حماية مرماه اكثر من هجومه على مرمى المريخ.

فعملية الدفاع يجب ان تكون بصورة جماعية أيضا وكذلك الهجوم ولا يجب الاعتماد على مهارة الافراد في تخليص المباراة او احراز نتيجة جيدة فيها وبالتالي لابد من تقسيم وقت المباراة باللعب بدفاع منطقة كامل في البدايات ومن ثم التقدم نحو مرمى المنافس وتهديده بكرات خطرة لإرسال رسالة مفادها ان المريخ قادم أيضا لهز الشباك وليس للمدافعة امام عملاق باب سويقة.

ولنا عودة بإذن الله،،،

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!