نبض الصفوة.. أمير عوض يكتب: مجلس أبو سكين
قبل أكثر من عام من الآن.. جمعتني برفقة بعض الأخوة جلسة مطولة إمتدت لساعات مع البروف كمال شداد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم.. و خلال تلك الجلسة تحاورنا مع الرجل كثيراً آملين في أن يبعد أياديه التي كانت تساند مجلس الفشل أيامها ليترك مركب المريخ ترسو في شواطئ الأمان.
المثير للدهشة هو أن شداد ردّ علي رجاءاتنا يومها بأن الاتحاد العام غير مختص بالتدخُل في شئون الأندية لأنها مستقلة تماماً و تملُك حصانة علي استقلاليتها بنصوص النظام الأساسي للاتحاد السوداني!
المهم في الأمر هو أن شداد رفض أن يتدخل بإنها تكليف المجلس الذي انتهت فترته المحددة في الرابع من اكتوبر الماضي.. مع أننا ترجيناه أن يعين لجنة تطبيع تقود النادي لثلاثة أشهر ليتمكن خلالها الجميع من عقد جمعية عمومية انتخابية بعد الخلاص من كابوس مجلس الفشل.
شداد.. للأمانة و التأريخ.. وقف متفرجاً علي أزمة المريخ التي تستفحل أمام ناظريه كل يوم.. مع أنه تدخل بصورة عاجلة في الشأن الهلالي و أقنع رجل الاعمال هشام السوباط بإدارة النادي الأزرق و شكل معه مجلس وفاقي للحد البعيد لم يستبعد منه سوي تنظيم (فجر الغد) الذي سير المواكب أمام مباني الأكاديمية ليصبح قادته من المغضوب عليهم عند شداد و يتم إستبعادهم من لجنة التطبيع التي تقود الهلال!
تدخُلات شداد في شئون الأندية و الاتحادات المحلية تعددت و تنوعت حتي فاقت العشرات.. و عندما تعلق الأمر بالمريخ أصرّ البروف علي مبدأ الإستقلالية و ما شابهه من حجج واهية!
و شخصياً وصلت لقناعة بأن هذا الشداد لا يريد لقضية المريخ أن يتم حلها إذ يتعمد تعقيد أيسر الحلول و يتجاهل تطبيق ما يقوم به في باقي الأندية علي المريخ إمعاناً في تسفيه أهله و تحقيراً لكل من يعاديه في هذا النادي الكبير.
و حتي الحل الأخير الذي ابتدعه المجلس بتفويض من الاتحاد الدولي يتعامل معه شداد بطريقة (سيبك ياعم.. ان شاء الله مشاكلهم ما تتحل)!!
شداد يستخدم البرود الانجليزي و هو يتابع الوضع اللاهب في النادي الأحمر حين يعلم بأن سوداكال أغلق النادي و الاستاد ببعض البلطجية و القوات الأمنية لمنع أهل المريخ من الدخول!!
يتعامي شداد عن هذه الجزئيات مع أنه يعلم علم اليقين بأنها ستقود لصراعٍ لا يُحمد عقباه.. و في نفس الوقت تتحرك قرون الاستشعار عند شداد و برقو ـ الذي لا يمتلك أي صفة تبيح له التدخُل في الشأن المريخي ـ ليتحشروا في الجمعية العمومية و يخاطبوا الشرطة طلباً منها بإبعاد أهل المريخ من ناديهم و منعهم من ممارسة حقوقهم الديموقراطية عبر ضربهم بالهروات الغليظة و تسنيمهم صروف البمبان في بلاد الحرية و العدالة!
هذا هو شداد.. يتدخل لتعقيد الأزمة.. و يتعامي و يتماوت عند ظهور بوادر الحل بل يعمل علي اجهاضها بكل قوة عين كما يفعل مؤخراً في قضية استلام النادي و الاستاد و المكتب التنفيذي من احتلال البلطجية!!
و إن كان الرجل عادلاً و نزيها في الشأن المريخي ـ كما ينادي بذلك حواريوه ـ فلِم لم يتدخل لفض جمعية سوداكال العبثية الأخيرة؟
لماذا لم يخاطب الشرطة ليطلب منها طرد عضوية سوداكال و مطاردتها في الشوارع؟
أين النزاهة هنا؟
و هل هذه تصرفات سوية من شخصية حيادية تجلس علي أعلي رأس الهرم الرياضي و تعمل جادة لحل مشكلة نادي المريخ؟
لم صمت شداد علي جمعية سوداكال و لم ينتقدها بحرف أو يعمل علي ايقافها بمخاطبةٍ ما في الوقت الذي عمد فيه بقوة علي ايقاف جمعية الــ27 من مارس و حين فشل في ذلك تندر عليها وصفاً و تشبيهاً بجمعية (سوق السمك)!!
ما يقوم به شداد في قضية المريخ طيلة السنوات الاربع الماضية يكفي لابعاده من قيادة الاتحاد العام لأنه أوضح للكل بأنه شخص غير محايد أو أمين علي الموقع و أنه يستخدم سلطة الكرسي لتحقيق أغراض شخصية لا علاقة لها بمصلحة الرياضة السودانية التي تعاني الأمرّين تحت سطوته المقيتة.
*نبضات متفرقة*
اللجنة الثلاثية سمت لجنة انتخابية برئاسة الدكتور علي البلولة للبدء في اجراءات الانتخابات بصورة سليمة و قانونية بعد العبث الذي مارسه مجلس الفشل في هذا الملف.
الدكتور موسي المصباح تقدم بطعن قانوني قوي لخص خلاله بالمواد القانونية و الاسانيد كل ما ظللنا ننادي به في الايام الماضيات.
حتي تمضي سفينة المريخ نحو انتخابات قانونية سليمة لابد من اشهار النظام الاساسي المجاز و المعتمد و نشره للكافة، و بعدها نشر كشوفات العضوية و الفراغ من طعونها ليأتي بعدها وقت الترشح للمناصب التي حددها النظام الاساسي فقط.
كل ما تم خلال الفترة السابقة عبارة عن عك قانوني من اداريين مبتدئين بقدرات متواضعة للغاية.
الصدام بين مجلسي هلال التبلدي وصل مرحلة إخراج السكاكين و الجنازير!!
قريباً.. سيموت أحدهم أو بعضهم نتيجة هذه الصراعات المصنوعة من التدخُلات الشدادية الغريبة!!
في المريخ الوضع يجلس علي فوهة بركان و يتوقع أن ينفجر في أي لحظة مُخلفاُ شلالات من الدم.
مناصرة شداد للباطل ستقود الاوضاع للانفلات قريباً.. بالسكاكين و ربما بالأسلحة النارية.
تماوت شداد حال دون استلام مقار النادي و الاستاد و المكتب التنفيذي و حال دون استلام الفريق و حتي تسمية الجهاز الفني!!
هل هذا شخص يبحث عن حلول الأزمة أم يستلذ بما يحدُث في الديار الحمراء من دمار ممنهج؟!
أين وزارة الشباب و الرياضة الولائية من هذا العبث الشدادي؟
أين الوزير الولائي المريخابي مما يحدُث في ناديه؟
حتي متي ستتفرج الوزارة علي استخفاف شداد بأمة المريخ و تسفيه رأي كبارها و قرارات جمعياتها؟
هل تنتظر الوزارة ظهور السكاكين أسوةً بما حدث في هلال التبلدي؟
اللهم انا لا نسألك ردّ القضاء و لكن نسألك اللطف فيه.
*نبضة أخيرة*
شداد فاقد للحيادية.