وجهة نظر فنية نادر الداني هذه رؤيتي الفنية لتأهل المريخ

وجهة نظر فنية
نادر الداني
هذه رؤيتي الفنية لتأهل المريخ
مبارك لإدارة وجمهور ولاعبين المريخ التأهل الى دوري ال32 مرحلة التمهيدي وتهانينا للجميع ومن حق الناس أن تفرح وتسعد بما حققه المريخ بغض النظر عن المنافس وقوته او ضعفه لأننا تخطينا مرحلة تعتبر من أخطر المراحل في هذه البطولة وبالتأكيد القادم سيكون احلى واجمل لأن الفريق الذي يتأهل لدوري ال32 يمكنه اللعب في الكونفدرالية في حالة خسارته في المباراة القادمة والتي تؤهل الفريق الى دوري المجموعات وهذا يعني انه سيواصل التنافس الأفريقي الى حين اتضاع الرؤية لأنه من المهم ان تستمر في عملية التنافس الافريقي حتى تستطيع ان تبني الفريق الذي يحقق الطموحات فبدون المشاركات الخارجية يصبح الموسم لا لون له ولا طعم ولا رائحة .
فاز المريخ بمجموع المباراتين بنتيجة 2/1 حيث فاز في الأولى بهذه النتيجة فيما تعادل سلبيا مع ارتا سولار في المباراة الثانية وبالطبع وكعادة الجمهور المريخي لا يرض ابدا بما يقدمه فريقه رغم تحقيقه لهدف الصعود للمرحلة القادمة لكن الغالبية (زعلانين) او غاضبين على أداء الفريق لسبب وحيد هو صيام الفريق عن التسجيل في فريق ساهل وهين ولا يرتقي للفرق القوية وبالطبع يقارن العقل الباطني ويرسل إشارات للمخ بالقول (اذا كان ده الفريق الساهل تعادلنا معه ولم نستطع طيلة التسعين دقيقة احراز هدف فكيف بالأهلي الليبي وغيره من الفرق القوية ) هذه هي الإشارة التي جعلت جماهير المريخ تشعلل القروبات ووسائل التواصل الاجتماعي وانهال الجميع بالنقد على اللاعبين ومن كل حدب وصوب .
لكن الشاهد أن لكل مرحلة أداء ومستوى يختلف عن المرحلة القادمة فمن الطبيعي ان يكون مستوى الأداء فيه الكثير من الهنات والسلبيات والتركيز هنا وفي هذه المرحلة الأولية يكون على المحافظة على الأساسيات
والاهداف والخطوط العريضة التي يجب تحقيقها واساسنا وخطوطنا العريضة هنا هي الصعود للمرحلة القادمة بغض النظر عن الأداء والمستوى وقد حقق اللاعبون هذا الهدف عن جدارة واستحقاق لذا لم يكن هناك مبرر لكل هذا النقد لان جميع السلبيات التي ظهرت في هذه المرحلة سوف تختفي كلما صعد الفريق مراحل اعلى من البطولة وذلك للظروف التي تصاحب أداء الفريق في كل مرحلة من المراحل .
من حق الجمهور أن ينتقد أداء الفريق لأنها مرحلة وانتهت ونحن على اعتاب مرحلة أخرى في دوري ال32 لذلك ما قدمه المريخ في مباراة ارتا سولار ينبغي ان يتم تناوله بأسلوب جيد وتنظيم في النقد حتى يستطيع الجهاز الفني ان يستفيد منه بصورة مميزة ، والشاهد ان مباراة المريخ وسولار كان أداء لاعبي المريخ فيها مخيبا لآمال وتطلعات الجماهير فلقد كانت تمنى النفس بتفوق مريخي مصحوب بوابل من الأهداف الصاروخية الجميلة والرأسيات المتقنة مع العرض الكامل بطول الميدان وعرضه ، ونحن بدورنا نتساءل : هل كان بمقدور المريخ فعل ذلك رغم المشاكل الفنية التي يعاني منها الفريق ؟ المريخ يا سادة يادوب بقول يا هادي يعني نحن يادوب بنبني وكنا معسكرين لعدد من الأيام هي بالطبع غير كافية لوصول جميع اللاعبين للفورمة المطلوبة والتي تمكنهم من تقديم العرض الكروي المبهج والذي يسعد به الجميع فمنطق كرة القدم يقول بان التدرج في المستوى هو ما يحدث لأي فريق يبدأ الاعداد وعندما نقول تدرج المستوى نعني التدرج في اللياقة البدنية والذهنية وكذلك استخدام المهارات الفنية التي تعين اللاعب في أداء عمله في أرضية الميدان فلا يمكن ان يفعل اللاعبون كل ما هو مطلوب منهم وبحذافيره طالما لم يصلوا بعد للفورمة المطلوبة كما يجب ان يعرف الجميع بان هذه المباراة ستكون قد اهلت اللاعبين بصورة كبيرة جدا من الناحيتين البدنية والذهنية وكذلك الناحية المهارية فهي اكسبتهم روح التنافس الجاد وادخلت الكثير من اللاعبين في فورمة المباريات بل اهلتهم لكي يقتربوا من الجاهزية الفنية العالية علما بان جميع اللاعبين الذين شاهدناهم في مباراة ارتا سولار لم يصلوا بعد للجاهزية الفنية الكاملة فالفريق لم يؤد سوى مباريات ودية تعد على أصابع اليد بالإضافة الى ان بالفريق عدد من اللاعبين المحترفين الذين توقفوا عن النشاط الرياضي لفترة طويلة ولم يتم انسجاهم مع بقية اللاعبين بصورة كاملة ، كل تلك الأسباب وغيرها ساهمت وبصورة كبيرة في هذا الظهور الفني المضطرب رغم تحقيق الهدف والوصول الى التأهل .
لا نرغب في التحدث عن التفاصيل بصورة كاملة لكننا نوضح وبجلاء بأن ما حدث في مباراة سولار ينبغي ان يوصل الى فهمنا أمور اهمها ان اللاعبين بشر يتأثرون بما يحدث لهم خارج وداخل الميدان وينبغي ان نعرف بان اللاعب عندما لا يصل الى الجاهزية الفنية العالية فانه يخفق حتى في طريقة استلامه للكرة او اخذ المواقع والامكان داخل الميدان وربما يخطئ كثيرا في عملية تسليم التمريرة الواحدة وهذا لا يعن انه لا يعرف كرة قدم او انه ناقص للمهارات لان المهارات الفنية تكتمل وتصبح ذات فعالية جيدة لدى اللاعب عندما يتم تحضيره بصورة مميزة وكاملة والتحضير الفني للاعب يعني ( ان يكون حاضرا ذهنيا وبدنيا وفنياً ) فهو يستطيع ان يقدم كل ما عنده ويفرض أسلوبه على المنافس بصورة ديناميكية جيدة في الميدان فذهن اللاعب يكون متفتحا وسليما وبالتالي يستطيع التفكير عند استلام الكرة فبدلا من لعب الكرة في المرمى يمكنه التفكير والتمرير في اتجاه لاعب في مكان افضل منه ولكن عندما لا يكون الحضور الذهني للاعب متوفرا بصورة كاملة فان تفكيره يحدث له ما يسمى بالارتباك وعند مواجهة المرمى يصوب على طول ويسدد دون تفكير وهذا ما حدث لبعض اللاعبين في تلك المباراة وبالتالي هو يقع تحت تأثير عدم الجاهزية البدنية والفنية الكاملة لذا تحدث الأخطاء بصورة متكررة في كرة القدم ويسود العك الكروي معظم فترات المباراة رغم ان هناك بشائر بالسيطرة الميدانية واللعب بقوة وكذلك حماية المرمى طيلة وقت المباراة فذهن اللاعبين كان يحفظ العناوين العريضة ولم يحتفظ بالتفاصيل في مواعيدها ومعنى ذلك ان جميع اللاعبين كانوا يدركون تماما ويتفهمون تماما بأن الفريق المنافس لا يجب عليه ان يحرز هدفا في مرماهم مهما حدث وهذه المعلومة ترسخت لديهم بصورة كاملة وذهنهم تفتح فيها بصورة مميزة لذا كانت حماية المرمى لها أولوية خاصة لديهم ومما يدلل على ذلك ان فريق سولار وطيلة التسعين دقيقة لم يهدد مرمى المريخ الا مرة واحدة فقط مما يؤكد صرامتهم في تنفيذ كلام المدرب وكذلك حفظهم للعنوان العريض الذي يجب ان يكون بعد نهاية المباراة ( والعنوان هو الخروج بشباك نظيفة حتى يتم تأكيد الصعود لدوري ال32) هذا العنوان كان يحمله اللاعبون معهم في عقولهم عندما دخلوا لأرضية الملعب ورسخ في اذهانهم بصورة كبيرة لذلك اهتموا به اكثر من اهتمامهم بإحراز الأهداف وكانوا منشغلين به طيلة زمن اللقاء لذا لم يستطيعوا التعامل مع الفرص التي تهيأت لهم امام مرمى المنافس ولم يهتموا حتى لضياعها لكنهم كانوا ينقلون الكرة الى الجزء الخاص بملعب المنافس وبالتالي يشعرون بالارتياح التام كلما ابتعدت الكرة عن مرمى محمد المصطفى لان ذلك يشعرهم بالطمأنينة وكذلك يشعرهم باقتراب تحقيق الهدف الأعلى وهو تحقيق التأهل الى المرحلة المقبلة وقد كان لهم ما أرادوا .
لهذا أعزاءي فان اللاعبين كان لديهم تعليمات بعدم اقتراب ارتا سولار من المرمى وذلك عن طريق الضغط المتصل على المنافس ومنعه من استلام الكرة وقد نجح اللاعبون في ذلك وبصورة مميزة للغاية فلقد شاهدنا كيف كان لاعبو المريخ يفتكون الكرة من المنافس وبسرعة عالية مما مكنهم من السيطرة التامة على الكرة طيلة شوطي اللقاء لكن ارتا كان من الطبيعي ان يجد فرصة او اثنين لان هذه طبيعة كرة القدم فالمريخ عندما لعب امام بايرن ميونخ الألماني وجد فرص اكثر من ارتا سولار نفسه وهذا امر طبيعي فلا معنى لان يتم اغلاق الطريق امام الخصم طيلة ال90 دقيقة دون ان تتاح لهم فرصة او اثنين للتسجيل لكن مقابل ذلك أضاع المريخ فرص لا تعد ولا تحص وهذه معضلة سوف يقوم المدرب بحلها في اقرب وقت ممكن مع العلم بان اللاعبين كانوا مركزين على الدفاع وافتكاك الكرة من ارتا اكثر من تفكيرهم في التسجيل في مرماه لذا كان الاهتزاز امام المرمى والتسرع سمة بارزة في هجوم المريخ وقد وضح هذا من خلال الشوط الأول والذي برز فيه موسيس بصورة مميزة وكان جيدا بالإضافة الى زميله بومال حيث تألق اللاعبان لكنهما لم يجدا الدعم الكامل من خط وسط المريخ ( التكت ومحمد الرشيد وخوسيه) لان هذا الثلاثي كان مشغولاً بعمليات المطاردة وافتكاك الكرة وبذل الرشيد مجهوداً كبيراً في ذلك (وتلك تعليمات المدرب الصارمة) فتعليمات المدرب تكون صارمة في ضرورة افتكاك الكرة وليس في تمويل الهجوم بإحراز الأهداف فطالما قام اللاعب بتحقيق الأهم فليس شرطا ان يحقق المهم لذا جاء أداء اللاعبين جيدا في خط الوسط وفي عمليات الاستلام والتمرير والسيطرة الميدانية فيما اخفق الجميع في العمليات الامامية للهجوم ، ولكن ماذا اذا كان هدف المريخ من هذه المباراة هو تحقيق الفوز ؟ هنا سيختلف المعيار والتقييم والشرح والتكتيك وكل شيء سيختلف تماما فهنا يكون العصفور في الشجرة وعليك اصطياده ووضعه في القفص ولكن طالما العصفور موجود لديك في القفص فليس عليك ان تصطاده بل يجب المحافظة عليه لحين انتهاء موسم الصيد ثم اطلاقه ليذهب أينما يطير ،، لعلكم فهمتوني تماما ، فالغرايري لديه عصفور في الشجرة وهو نتيجة لقاء الذهاب فلقد فاز فيه بهدفين مقابل هدف ويرغب في المحافظة عليه بل يرغب في تأمين المحافظة على الهدفين ثم هدفه الثاني هو الفوز فان اتى الفوز مرحبا به وان لم يأت فانه يكون قد نال ما تمنى لكن الأهم هو الحفاظ على الشباك نظيفة وقد كان هذا اول الأهداف التي يجب على الفريق تحقيقها فلم اذن النقد القاسي على اللاعبين خاصة واننا في مرحلة صعبة للغاية كما اشرت أعلاه وهي مرحلة تتطلب فعل المطلوب الأهم وترك المهم لكي يتم تطبيقه للمرحلة القادمة بإذن الله.
شاهدت جزء من مباراة اهلي طرابلس والفريق الزنجباري ورغم ان الأهلي طرابلس فاز بأربعة اهداف وهي نتيجة كبيرة لكن هذا الفريق عادي جدا مقارنة بما سيكون عليه المريخ بل نذهب الى ابعد من ذلك ونقول بان اللبيين خايفين مننا ومزعورين لانهم لم يصلوا بعد لمرحلة تتخطى فيها فرقهم اندية القمة السودانية فمازال الطريق امامهم طويل لان المريخ في المرحلة المقبلة لن يكون هو المريخ الذي شاهدناه بالأمس امام ارتا سولار فسوف تختلف الموازين في القوى وسيكون الفريق استعاد كامل عافيته وقوته ولياقة لاعبين وفنياتهم ومهاراتهم .
الفريق الليبي عادي وليس بالفريق المخيف واطلب من الاعلام والجمهور عدم تضخيم الفريق الليبي في نظر لاعبي المريخ فإن هذا يترك حاجز لدى اللاعبين ويصور لهم الخصم وكأنه قاهر وقد يحدث هذا فجوة وحواجز تساهم فيما بعد في تأخير وصول اللاعبين تحقيق الهدف المنشود وفي نفس الوقت لا يجب الاستهانة بالخصم الليبي والعمل على الاستعداد الجيد منذ الآن للمرحلة المقبلة لذا لا يجب التحدث كثيرا عن قوتهم واسلوبهم في الأداء وعمل مقارنة مع الفريق، والمريخ بإذن الله قادر على الترقي على حساب الفريق الليبي في حالة العمل على تلافي كل السلبيات ودعم الإيجابيات التي حصلت فخير الأمور اوسطها فإن كان الأهلي طرابلس أو غيره فان جاهزية لاعبي المريخ ووصولهم للجاهزية الكاملة أمر يجب الاهتمام به من خلال أداء عدد من المباريات سواء في الممتاز او في أي منافسه أخرى او ودية كانت فالاستمرارية في الأداء ووصول المدرب الى التشكيل الأمثل وإعطاء الفرص لبعض اللاعبين حتى يصلوا الى الفورمة المطلوبة هو الهدف القادم حتى نكون جاهزين بصورة مثالية لمقابلة اهلي طرابلس الليبي .
تهانينا للجميع بتحقيق التأهل والعبور الى مرحلة دوري ال32 في التمهيدي وبإن الله قادرون على العبور الى المجموعات وكل مرحلة لها حسابات تختلف عن الأخرى وظروف غير لذا لن نقلق حيال اعداد الفريق فبالتأكيد القادم سيكون احلى بإذن الله.