الأعمدة

حكامنا ما بين الثقة المطلقة ولجنة الإنضباط صوفي ابو سمرة

حكامنا ما بين الثقة المطلقة
ولجنة الإنضباط

صوفي ابو سمرة

*أجمع الخبراء من حكام وفنيين أن تحكيم القمة كان في مجمله جيدا وقد أدار الحكم صبري محمد فضل وطاقمه لقاء قمة السبت بإمتياز وحنكة ولياقة عالية مكنتهم من التواجد في منطقة ولحظة تواجد الكرة وقريبا جدا من الحدث مما مكنه ومساعديه من إتخاذ القرار السليم والحاسم في الوقت المناسب
*إتفقنا او إختلفنا مع أراء الخبراء سنسلم بما ذهبوا إليه لأنهم الخبراء والمتابعين بنظرة العارف الخبير ونظرة الحياد دون عاطفة أو انفعال لحظي
*فمثلا نحن في المريخ كنا نري ان الحكم عكس بعض الحالات التي كانت لصالح المريخ في الشوط الأول (شوط المريخ الخالص) وتغاضي عن حالتي لمسة يد وتساهل مع مدافعي الهلال ولم يقم بإنذارهم علي حالات العنف الزائد ضد مهاجمي المريخ وخاصة الجزولي نوح من قبل الطيب عبد الرازق ورأينا حالة تسلل وليد الشعلة بوضوح تام وأكدتها ردة فعل اللاعب نفسه وسلبية تفاعل الجمهور في المدرجات معها وراية المساعد المرفوعة عاليا وباصرار وراينا واتفقنا ان اعتراض الحارس محمد المصطفي لمحمد عبد الرحمن في واحدة من الهجمات لا يرتقي لدرجة إحتساب ركلة جزاء ولو كان الحكم بتقديره وقربه من الحالة إحتسب مخالفة إعتراض علي الحارس لما إحتج اهل المريخ وتركوها لتقديرات الحكم رغم إجماع المحللين انه اعتراض عادي لا يشكل مخالفة علي الحارس.
*ولكن وبما ان اللقاء خرج تعادليا ولم ينتصر الهلال رغم إستحواذه علي مجريات اللعب في نصف الساعة الأخير من المباراة وضغطه علي منطقة دفاع المريخ ولم يحسب له الحكم الهدف الأبيض (الذي سجله وليد الشعلة الذي إستحق البطاقة الصفراء لأنه لعب الكرة بعد راية المساعد) ولم بحسب له ضربة جزاء راتبة وثابتة ومضمونة وحاضرة في معظم مبارياته الدورية ولم يشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه أحد لعيبة المريخ كان بالضرورة ان يقيم الهلال الدتيا ولا يقعدها وكان لزاما وبالضرورة ان يكون الحكم ظالما وجائرا وجبت معاقبته لانه لم ينصف الهلال ولم يعطه حقه من الدعم المعلوم خاصة وان إدارة الهلال قامت بدورها كاملا واجتهدت في محاولة استمالة الحكام كالعادة من مدح وآطراء في التحكيم الوطتي وقالت فيه ما لم يقله مالك في الخمر وأعلنت كامل ثقتها المطلقة في حكامنا الوطنيين قبل المباراة .
* كان من المتوقع ان يعود الهلال وينتقد تحكيم القمة ويتهمه بالإنحياز السافر للمريخ وانه ذبحهم من الوريد الي الوريد وحرمهم فوز مستحق ونقاط (كانت في الجيب) ووصل الأمر حد إصدار البيانات الملتهة والتلويح بالشكوي وتعالي العويل والنواح في غضب عاصف ادانوا واستنكروا فيه أداء الحكام وطالب بإحالتهم الي لجنة الإنضباط (وربما الأخلاقيات)
*ولعمري لو خرجت نتيجة المباراة علي غير ما كانت عليه من تعادل وفاز الهلال علي المريخ لربما اقاموا تكريما فخيما يليق بحكام الجولة ولاقسموا وبصموا بالعشرة انه أفضل تحكيم يمر عليهم في تاريخهم التنافسي الطويل وتاريخ الديربي السوداني منذ إقامته علي مر العهود وتعاقب لجان التحكيم وإختلاف الحكام ولأصبح صبري محمد فضل حكمهم المفضل والمدلل .
*فالهلال الذي إعتاد علي الدعم التحكيمي الحاضر في كثير من مبارياته في الممتاز لن يقبل بحكم لا يحتسب ركلة جزاء ولا مساعد يرفع الراية معلنا عن حالة تسلل لهجمة زرقاء ولو كانت اوضح من الشمس في رابعة النهار ولم يقنعوا بحكم لا يطرد لاعب من الخصم او ينتقض هدفا للطرف الآخر ولا يعجبهم حكم لا (يمط) الوقت المضاف ويتجاهل وجود الساعة حتي يتمكن المدعوم من إحراز هدف يكسب به نقاط المباراة زورا وظلما
*فحكم يطلق صافرة الختام مع تمام ثواني الزمن المضاف بالضبط وحكم يستجيب لراية مساعده وحكم لا يحتسب ركلة جزاء من تمثيلية سمجة من أحد مهاجمي الهلال هذا حكم ظالم يجب شطبه وسحب رخصته
* هكذا الحال عندهم كلما غاب الدعم التحكيمي المعتاد تحول الحكم عندهم الي مجرم حرب وجب نفيه عن الارض
*فبعد المباراة اتضح ان حكامنا الوطنيين هم اسوا من يدير لقاءات القمة في تباين سافر في المواقف وتغيير للأقوال حسب المصلحة ومقتضي الحال فقبل المباراة كان العشم ان يلتقط الحكام الإشارة ويغدقوا الدعم ويعطوا معتادي الدعم حصتهم كاملة من الدعم المعلوم وعندما لم يحدث ذلك جاء البيان العاصف والغاضب بالشجب والإدانة وبإتهام الحكام بالإنحياز وهضم حقوق الفريق ووجب تحويلهم الي لجنة الإنضباط ومعاقبتهم حتي يكونوا عبرة لبقية الحكام فيما تبقي من تنافس
*وجاء رد إدارة المريخ هادئا منضبطا فيه الكثير من الدبلوماسية والتعقل
واكد الناطق الرسمي وعضو مجلس إدارة نادي المريخ ورئس القطاع الثقافي والإعلامي المعروف الأستاذ هيثم كابو :(أننا عندما طالبنا بحكام أجانب ليس قدحا في حكامنا الوطنيين ولا طعنا في نزاهتهم ولا تشكيكا في قدرتهم علي إدارة لقاءات القمة ولكن سعيا منا لرفع قيمة الدوري المحلي والترويج له كما يفعل الاخرون في أغلب الدول من حولنا وحتي يستفيد.حكامنا من الخبرات المتبادلة والمتطورة هناك) .
*فشتان ما بين بيان إدارة الهلال العاطفي المتعجل والذي يبرهن عبي مدي تناقض أهل الراي في الهلال وقلة خبرتهم الإدارية وما بين رد إدارة المريخ الحكيم فهناك بون شاسع كبعد السماء من الأرض في طريقة التفكير والرؤي الإدارية .

فالحمد لله علي نعمة المريخ

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!