تقارير

منتخبنا الوطني بين سندان الفوز ومطرقة الاختيار

تقرير : نادر الداني

تسأل الكثيرون عن المستوى الذي لعب به منتخبنا أمام النيجر وطرحوا عدة اسئلة حيث احتار الجميع في المستوى الضعيف الذي ظهر به صقور الجديان رغم انهم كانوا وفي المباريات الماضية صقورا بحق وحقيقة وقدموا مباريات طيبة نالت استحسان الجميع بل صعدوا بالمنتخب الى نهائيات كاس الامم الافريقية والتي ستقام في الكاميرون مطلع العام القادم 2022م . وكذلك لنهائيات البطولة العربية المقامة في قطر2022م.

حيث لعب المنتخب بتشكيل اغلبه من الصف الثاني او بمعنى آخر من البدلاء واثار ذلك جدلاً كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي وفي ميادين كرة القدم مما وضع اكثر من علامة استفهام امام المتطلعين الى انتصارات المنتخب فيما تعجب البعض من طريقة اداء المنتخب خاصة وانه يلعب امام منتخب النيجر المنتخب الذي لم يتوقع الكثيرون ان يخرج بهذه النتيجة ويفوز على صقور الجديان بهدفين مقابل هدف وللإجابة على هذه الاسئلة نسرد بعض النقاط في السطور التالية.

المنتخب سافر الى معسكر الامارات ولديه برنامج معين يعرفه المدير الفني للمنتخب تماما وهو من يحدد مشاركة اللاعبين وكيفية الدفع بهم داخل المستطيل الأخضر وهو يعرف تماما بأن المشوار طويل ويتطلب تجهيز اكثر من بديل من اللاعبين نتيجة الاصابات او الارهاق او غيرها من الاسباب التي يعرفها الجميع لذلك دفع بالبدلاء في المقابلة الاولى أمام النيجر .

من الناحية الفنية فإن المدير الفني لا اتوقع انه ينظر الى نتيجة اللقاء بقدر ما هو ينظر الى كيفية اداء اللاعبين وكذلك اكتسابهم لمعدلات اللياقة البدنية والتي تعينهم في المباريات القادمة بمعنى ان كل من دفع به الجهاز الفني لمنتخبنا كان يقصد ان يرفع معدل لياقته البدنية في هذه المباراة بالإضافة الى ادخاله الفورمة واكسابه نوع من الخبرة والاحتكاك في مثل هذه المباريات التنافسية حتى يصبح في الفورمة أكثر وينافس زملائه اللاعبين في الخانات المتاحة .

المنتخب دفع بالعناصر التي لم يتاح لها الفرصة في المباريات الماضية والتي تأهل على اثرها المنتخب لبطولة كاس الأمم الافريقية والمقامة في الكاميرون وكذلك بطولة العرب مثل رمضان عجب ومحمد الرشيد ومنجد النيل وعمر المصري وياسر مزمل وحتى معاذ القوز لم يك اساسيا في تلك المباريات الدولية فيما ابقى عليه المدرب طيلة زمن اللقاء لإعطائه مزيدا من الفرص وكذلك بقية زملائه اللاعبين ثم هناك كل من حسين الجريف والجزولي ووضاح وهكذا كانت الفرصة مواتية لهؤلاء اللاعبون من أجل الحصول على أكبر قدر من المشاركة واظهار انفسهم وفعل ما يمكن فعله في هذه المباراة والاستفادة منها لأقصى حد ممكن من أجل تجويد الأداء وتحسين مستواهم انتظارا لبقية المشاركات التنافسية في المستطيل الأخضر.

على الجميع النظر الى مباراة الامس بين السودان والنيجر بمنظار الاعداد والاستعداد للمباريات القادمة وليس علينا أن ننظر الى الامور بعاطفة فنظرة المشجع تختلف كلية عن نظرة المدرب لأنه الوحيد الذي يكون في وجه المدفع وعلى المدرب ان يفعل كل ما بوسعه من اجل الفوز في المباريات التي تقام بصورة تنافسية في البطولات المعنية وليس عليه تحقيق الفوز في المباريات الودية فهو هدف ثانوي غير ملزم به بل وجب عليه التنظير ووضع التشكيل الذي يساعده مستقبلا في المباريات التي تكتسب طابع الرسمية والجدية في البطولات وكل الفرق التي حولنا تفعل ذلك ولكن لأننا عاطفيون ونرغب في مشاهدة فرقنا ومنتخباتنا تنتصر او تفوز في كل مباراة تلعبها لذلك نحن ننظر الى الامور بمنظار ضيق ولو وضعنا في مكان الجهاز الفني للمنتخب لما فعلنا سوى الذي تعلمناه في علم التدريب .

نأمل أن يدفع المدير الفني للمنتخب بالتشكيل الاساسي أمام منتخب النيجر في مباراة يوم 26 اغسطس لنرى كيف سيكون الفرق كبيرا في المستوى الفني للاعبين وكيف سيتصرف اللاعبون مع فريق تمكن من هزيمتهم قبل أيام وهي الفرصة الحقيقية التي ينتظرها الجمهور لمشاهدة منتخب السودان وهو يظهر بشكل جدي وحقيقي لتلافي اسباب الهزيمة في المباراة الودية الأولى ولو كان الجهاز الفني للمنتخب قد دفع بعناصر المنتخب الاساسية التي تلعب له في كل مرة لاختلف الوضع تماما بناءاً على الخبرات التي يمتع بها اللاعبون .

تفكير الجهاز الفني لمنتخبنا كان ايجابيا ويفرضه الواقع المعيش فهو تفكير عملي سليم مبنى على اسس صحيحة فما الفائدة التي كان سيجنيها اللاعبون البدلاء في المنتخب اذا ما اعطوا الفرصة لدقائق معدودة في مباراة الأمس وكيف كان سيعرف المدرب مقدراتهم وتصرفهم في المستطيل الأخضر وطالما كل المعينات موجودة على ارض الواقع ولديه فرصة اخرى لتدارك كل السلبيات وهي المباراة الثانية التي سيلعبها يوم الخميس القادم فإنه حتما فكر بطريقة علمية صحيحة تنم عن تفكير جيد يحاول به أن يسبق الامور ويغطي به العيوب التي تظهر لبعض اللاعبين ومن خلال هذه المشاركة يستطيع المدرب ان يعرف امكانيات اللاعبين البدلاء وتوظيفهم في المستقبل القريب من أجل كسب المباريات الرسمية وكذلك تجهيز البدلاء الناجحين والذين يكونون في نفس مستوى اللاعب الجاهز.

المباريات القادمة ستكون ساخنة وقوية ولن تكون هناك فرصة مؤكدة للدفع بأي لاعب غير جاهز كلية فتلك المباريات ستقام مع منتخبات قوية مثل منتخب المغرب ومنتخب غينيا بيساو ومنتخب مصر والجزائر في كاس العرب وغيرها من المنتخبات القوية لذلك يجب علينا أن لا نغضب لهزيمة في مباراة ودية الغرض منها هو التجريب والتخطيط للمباريات الأكبر والاكثر اهمية من غيرها .

اخيرا فإن عملية الاختيار للمنتخب ايضا افرزت بعض الأخطاء التي وقع فيها من يختارون عناصر المنتخب لان هناك عناصر كان يمكن ان تفيد المنتخب وافضل من العناصر الموجودة وفي ذلك بعض المفارقات التي حيرت الشارع الرياضي وجعلته يتعجب من اختيار بعض اللاعبين وهم بعيدين المشاركات فيما تم اهمال بعض اللاعبين الذين لديهم مشاركات مع انديتهم ويتميزون عن غيرهم بصورة واضحة للعيان .

نأمل في اداء جيد وارتقاء بمستوى المنتخب في المباريات القادمة لان المنتخب هو عنوان للسودان يمثله في المحافل الدولية لذلك نرجو أن يقدم مباريات راقية ومميزة تجعل له سجل حافل لدى جميع المشاهدين بمختلف الوانهم وعشقهم المختلف للمنتخبات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!