الأعمدة

فيض الخاطر ياسر المنا الى الحسن .. جمال … كل المعاني الجميلة

فيض الخاطر
ياسر المنا

الى الحسن .. جمال … كل المعاني الجميلة

منذ أن خط يراع الأخ حسن فضل المولى الدرر ورسم لوحة المعاني الجميلة وتلكم الحروف الكاملة في الوصف والتعبير والمتكاملة في صدق المشاعر ونبض الإخاء الجميل .. وحكى للناس كل الناس عن النبل والتفرد والصفاء والنقاء والوفاء والهمة والقيمة والقمة والحسن والبهاء وسمح الخصال وانقى الرجال .. جمال بن محمد بن عبد الله … والي الزمان والمكان في سيرة لن تنتهي .. ما بقى السودان وبقى المريخ.

أعود وأقول من ذلك الحين الذي تمدد فيه مداد الحسن وسأل حبا وجمالا وتقديرا وتذكيرا وتطريبا ووصفا لغويا مثيرا … هممت أن أسير على درب الحبيب ابن فضل المولى .. أحاول جاهدا أن أحاكي نمط حروفه في تشكيل المعاني … عسى أن أقم بواجب ودين في الاعناق لرجل لا يمنحه أي قول أو مقال حقه المستحق.

منذ ذلك الحين لم أجد إلا التردد وثم الخوف لأن ما جاء في كلام الحسن جب ما قبله من مقالات كثر وليس ذلك وحسب بل هدد اي قول بعده بعلة النقص والعجز .. لكونه تحدث بنبرة الصدق .. والحق فلم يترك في معجم اللغة معنى أو قولا فاته ولا في البلاغة تصويرا أو تطابقا أو سجعا أو تميزا كان غائبا في لوحه..الذي خطاه بحب كبير … اللوح .. اللوحة التي جعلها تنطق وتكلم الجمع .. وتريهم صورة زاهية وجاذبة .. وتبرز اجمل مشهد ناطق بالفصحى ويعرج أحيانا في العامية .. فتضيف “البهار” وتجعل الطعم مذاقا شهيا وحلوا سريع الهضم.

لما لا والحسن خبير قوالب الفن والإعداد والتصوير والإخراج .. رقم ظاهر ومتفق عليه في عوالم للصحافة و الإعلام.

رغم صعوبة المجاراة أو لنقل السبر في ذات الأغوار وسيرة الجمال وما جعله أدب الحسن صعبا أكثر .. واكثر كان لابد من ذلك وإن جاء أقل في التعبير واقصر قامة في المعاني .. لأنه الواجب ومحاولة تحركها قوة دفع الأخاء والوفاء وودا كبير لا يزال يملأ أركان القلب ويسكن كل مساحات النفس.

كانت سنوات عشت كل ما قاله الحسن عن قرب .. وعايشت مسيرة رجل بتفاصيل تجاوزت المستطيل الأخضر .. وصفقات وإنجازات .. وتعمير في الأرض شمال وجنوب وغرب وشرق .. وسطوع نجوم في السماء وكل الآفاق.

سبق الحسن الجميع في مزيج لم تنتجه قريحة حملة الأقلام من الرياضيين والسياسيين والأدباء والجماهير فغاص في بحر الجمال العميق وأخرج الدرر ولؤلؤ مكنون … فلم يترك لغيره شيئا يمكن أن يقال أو إضافة سقطت سهوا فيما قال.

مثلي كغيري جعل مداد الحسن كل من عرف جمال يقف عند محطات … ومحطات رآها بأم عينه أو سمع عنها سمع لا يخالطه أدنى الشك .. وكل تذكر وبعض حاصرته المواقف الشاهقة والشاهدة على معدن اصيل .. وقلب ابيض .. وهبه الله نعمة الخلو من الحقد والحسد .. وكل الشر.

كانت هناك أبرز المواقف التي عشتها وسمعتها عنه ومنه بين مواقف لا تحصى ولا تعد في الإيثار وحب المساعدة والدعم دون أذى أو امتنان فدوما كان سريعا في النداء لا يترك واجبا وراء ظهره مهما عظم وكبر.

بين تلك المواقف موقفان لا تزال ذاكرتي تحتفظ بهما وان اختلفا في المكان والاتجاه لكنهما يدلان على شخصية رجل منحه الله صفات نادرة وسخر قلبه قبل ماله لغيره.

الموقف الأول … حكى لي ذات يوم بأنه كان في الثورات لأداء واجب فهو كما يعرف عنه والواجب صنوان لا يفترقان ويروي القصة التي فيها ما فيها من معان عظيمة تبين وتظهر المعدن العظيم والفريد.

حكى لي أنه وبعد أن أدى واجبه الذي ذهب له وفي طريقه كان يتكلم عبر هاتفه مكالمة كانت مهمة وفي ذات الوقت شاهد امرأة تهرع إليه محاولة اللحاق به ولكنه كان مركزا في حديثه المهم.

ويقول : والقول لأخي جمال ما أن فرغت من المكالمة والا تذكرت تلك المرأة وعندها شعرت بحزن كبير وخوف أكبر وقلت لنفسي كيف سانجو أن كانت تلك المرأة انكسر خاطرها ودعت على دعوات يمكن أن تهلكني.

ويقول : سريعا عدت إلى حيث كانت وأخذت وقتا ابحث عنها حتى وجدتها وتحدثت معها ولم أتركها حتى رأيت الراحة والسعادة عليها ثم شعرت نفسي بالراحة وأكثر من سعادتها.

ربما لا أحتاج أن احلل ذلك الموقف وما يعبر عنه من إنسانية نادرة وحب لا يضاهيه حب لعمل الخير والاستجابة لكل لكل صاحب حاجة.

الموقف الثاني خاص برحلة العطاء الخالدة في كوكب المريخ والتي شهدت ما شهدت من جهد وسخاء ونجاحات وايام لن تنسى لا يزال الصفوة يشعرون بالحنين لها ولا يزال أملهم قائما أن يعود الجمال مرة اخرى.

أذكر كنت معه في سيارته مقصدنا أداء واجب وفي طريقنا مررنا على منزل فخم في الرياض وعرفت منه أنه اشتراه بمبلغ مليون دولار وسيقوم ببيعه اليوم أو غدا وسالته لماذا تبيعه فهو منزل جميل.

كان رده أن هناك استحقاق خاص بصفقة قيد وتسجيل اللاعب هيثم طمبل في المريخ وان المنزل الذي عجبني سيفرحه هو وأسرته فقط ولكن صفقة طمبل ستفرح الملايين من جماهير المريخ وفرحهم بالنسبة له لا يقارن البتة مع فرحه وأسرته بالمنزل الجميل.

عندما تسمع مثل هذا الحديث لا تملك إلا أن تقف عنده وتظل تذكره ما دمت حيا فهو يؤكد حقيقة الرجل الاستثناء الذي لن ينساه تاريخ المريخ ولن تهبط أسهم حبه عند الجماهير ابدا .. ابدأ وسيبقى الجمال نقيا تراه كل نفس تعرف حقيقته وان كان في العين رمد.

التحية لك أخي الحبيب جمال وثق أن لك دوما حفاوة لا تتبدل في داخل كل النفوس التي عرفتك والقلوب التي شعرت بأنك تستحق عظيم المودة وما عرف البشر من شهادات التقدير والإحترام.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!