الأعمدة

وجهة نظر فنية نادر الداني كسبنا جولة والثانية أخطر وهذه نقاط القوة في الجيبوتي

وجهة نظر فنية
نادر الداني

كسبنا جولة والثانية أخطر وهذه نقاط القوة في الجيبوتي

نعم حقق المريخ فوزاً غاليا وصعبا على فريق ارتا سولار بهدفين مقابل هدف ومن حق جماهير المريخ ان تفرح وتحتفل بفوز فريقها لأسباب عدة اهما واولها ان الانتصار جاء بتأصيل وتثبيت الفوز خارج الديار فهي ثقافة تتصف بها الفرق الكبرى والتي تتطلع للتقدم خطوات بعيدة في دوري الابطال فالمريخ أصبح من الفرق التي تضرب بقوة ومسالة الخروج من الدور التمهيدي أصبحت من الماضي فلا ركون ولا تهاون مع الفرق المغمورة والمريخ أصبح يضرب بيد من حديد كل من يقابله وهذا ما نتطلع له في قادم المواعيد.

الفوز الذي حققه المريخ جاء بعد التأخر بهدف لارتا سولار الجيبوتي عندما تقدم على المريخ وظن اهله انهم قد ملكوا الأرض بما فيها لكن المريخ لم يجعلهم يتهنون بهدفهم فتحرك المريخ بكلياته وعادت اليه طاقة الدفع واشتغلت الماكينات الفولاذية خاصة بعد التعديل الرائع الذي اجراه المدير الفني التونسي غازي الغرايري بدخول كل من السماني واريك كمبالي ومازن ليتحرك المريخ بكلياته نحو الهجوم فاتحا اللعب من الأطراف والعمق مع حركة مميزة في أرضية الملعب طغى عليها روح الإصرار والعزيمة والحماس خاصة عندما كانت الكرة تفقد من لاعبي المريخ فكانوا يستعيدونها عن طريق الضغط العالي والخصم مع التزام جانب السرعة في استعادة الكرة وهذا ما تحدثنا عنه في مقالنا السابق قبل المباراة وقلنا أن المريخ مطالب بالضغط على حامل الكرة واستعادتها حتى يفقد الفريق المنافس خطورته وهذا ما فعله المريخ فكلما استعدت الكرة وأصبحت في معيتك كان اداؤك جيد واصبح مرماك بعيدا عن متناول يد المنافس وبالتالي تستطيع ان تفعل ما تريد وقد كان.

المريخ خلال الشوط الأول لم يكن في يومه المعهود وكانت تنقص لاعبي المريخ عدة مهام فنية لم يتم القيام بها فالهجوم كان غير مفيد رغم سيطرة المريخ على الكرة اغلب فترات الشوط الأول الا ان الأداء لم يرتق الى المطلوب وظلت مشكلة الهجوم قائمة في كل الأحوال والناظر لفريق الكرة وهو يقدم شوط اول متوسط الأداء يلحظ وبدون تفكير مدى معاناة خط هجوم المريخ في التعامل مع الكرات النادرة التي وصلت اليه وذلك لعدم فعالية الوسط رغم السيطرة على الكرة والاستحواذ عليها لكن الوضع كان يشير الى عدم تشكيل الخطورة المطلوبة لذا ظل مرمى ارتا سولار في امان تام طيلة شوط اللقاء الأول رغم تقدمه المنافس بهدف وحيد لينتهي عليه الشوط الأول .

 

وفي شوط اللقاء الثاني وبعد بدايته دفع الغرايري بكل من مازن والسماني واريك كمبالي والجزولي ثم وجدي هندسة على التوالي مما ساهم وبشكل أساسي في إعطاء الفرقة المريخية القوة اللازمة وبناء الهجمات بصورة اكثر تركيزا خاصة من الأطراف ولعب السماني واريك كمبالي دورا مهما في تعزيز هجمات المريخ بالحركة الدؤوبة وتنويع اللعب من الأطراف ليتحرك مازن محمدين في الطرف الأيسر بقوة ويسانده السماني في الحركة الطولية والعرضية فيما تحرك رمضان عجب في الجهة اليمنى بينما لعب خوسيه مكايا في وسط الملعب دوراً مهما في عمليات افتكاك الكرة وبناء الهجمات ليتحرك المريخ بقوة نحو دك حصول ارتا الذي استسلم كثيراً لهذا الهجوم ومع مرور الوقت يبدأ المريخ في الضغط العالي على جبهة ارتا سولار ويبدأ دفاعه في ارتكاب الأخطاء خاصة من الكرات المعكوسة لتكثر الركنيات وتتعدد حتى تمكن أريك كمبالا من معادلة النتيجة بعد الكرة المعكوسة من الجهة اليمنى حيث طار لها في الهواء ولعبها راسية في مقص المرمى هدف جميل وملعوب اراح القاعدة المريخية وفتح شهية لاعبي المريخ نحو دك حصون المنافس بهدف آخر جاء نتيجة لخطأ دفاعي عندما ضغط الجزولي بتركيز على مدافع ارتا سولار مما جعله يرتبك في الكرة العالية الموجهة نحو مرماه فيحاول ضربها لإرجاعها للحارس لكنه يخطئ التقدير فتلج كرته الشباك هدف ثاني للمريخ .

 

نعذر لاعبي المريخ تماما للظهور الغير جيد او المتوسط خلال الشوط الأول بسبب ارتباك الجهاز الفني في رسم التشكيل المناسب والدفع به وذلك لاعتماده على الاعداد القصير الذي قام به اثيوبيا وللمباريات القليلة التي اداها الفريق والتي لم تكشف للجهاز الفني كل ما يريده فكان لابد من تجريب اللاعبين المحترفين واعطائهم الفرصة في اول مباراة تنافسية لرؤية كيف سيكون اداؤهم في أرضية الملعب وفي اول مباراة تنافسية للفريق ويبدو انه قد وضح تماما للجهاز الفني أن بعض المحترفين مازالوا بعيدين عن فورمة المباريات وبالتالي قام الجهاز الفني بسحبهم وتصحيح خطأ الدفع بهم منذ البدايات لعدم الجاهزية الكاملة وهذا لا يعيب في مقدرات الجهاز الفني لأنه كان مجبور على فعل ذلك مما يدل على حنكته واطلاعه على كيفية معالجة الخلل وتصحيحه في صفوف الفريق ليعود الفريق ويحقق الفوز بصورة مميزة خلال الشوط الثاني والذي ابدع فيه اللاعبون وقدموا كل ما لديهم من خبرات قادت الفريق نحو تحقيق الفوز خارج الديار.

 

لا شك أن مباراة ارتا سولار كشفت الكثير للجهاز الفني ولاعبيه وحري بنا أن نقول بأن نسق الفريق يتصاعد من مباراة الى أخرى خاصة وان نسق المريخ واسلوبه في هذه المباراة كان يتصاعد كلما مر زمن المباراة بتدارك الأخطاء اول بأول وبالتأكيد سيكون لهذه السياسة التي اتبعها المدير الفني غازي الغرايري الأثر الكبير في تقدم مستوى الفريق وظهوره بالشكل الأمثل في قادم المواعيد .

لم نتحدث عن الفريق المنافس ارتا سولار لان الحديث عن المريخ لا نمله ابدا ولكن يجب ان نقول بأن هذا الفريق لديه ميزات إيجابية وأخرى سلبية فالميزات الإيجابية تتمثل في خط هجومه وهذا ما يجب ان نحذر منه المريخ في مباراة الرد فهذا الفريق يمتلك سرعة عالية جدا في وسط لاعبيه وفي خط الهجوم كذلك مهارات فنية عالية عند استلام الكرة لذا يجب الحد من خطورة لاعبيه عن طريق الرقابة اللصيقة واللعب مان تومان والتشدد في عدم استلامهم للكرات بأريحية تامة.

 

مباراة الرد يجب الاهتمام بها فنياً فالفريق الجيبوتي سوف يأتي لهذه المباراة وهو (قنعان) وسيرمي بكل أسلحته الهجومية وسيحاول المقاومة وإبراز مهارات كل لاعبيه لذا وجب الحذر منه واللعب بتركيز عال وقتل المباراة تماما من حيث احراز هدف او هدفين يضعفان امله تماما في الظفر بالنتيجة لذا لابد من اخذ الحيطة والحذر واللعب بمسؤولية كبيرة وعدم الاستهتار والاعتماد على نتيجة لقاء الذهاب سيورد المريخ المهالك فكرة القدم لا تعرف سوى العطاء داخل أرضية الميدان واللعب بإتقان وتنفيذ كلام المدرب.

 

التصميم على تنفيذ استراتيجية مباراة الرد لتلعب وفق خطة متكاملة الأركان يساعد في ضرب الفريق الجيبوتي والابتعاد بقدر الإمكان عن الاستهتار واللامبالاة فليس معنى ان المريخ انتصر في مباراة الذهاب ان يركن لاعبيه لهذه النتيجة ويجب عليهم التشدد خاصة في المناطق الدفاعية وجعل اللاعب سالمون كالو الخطير في موقع رقابة صارمة طيلة زمن اللقاء وأرشح النمر ليكون ملازما له طيلة اللقاء حتى لا يفلت منه هذا اللاعب فهو لاعب مهاري بالدرجة الأولى ويعتمد على مهاراته الفنية العالية في كشف المرمى وتسجيل الأهداف.

 

الثقة الزائدة التي كان يلعب بها المريخ اضرت به خلال الشوط الأول فكثرة التمريرات للمدافعين مع لاعبي الوسط وارجاع الكرة للخلف يقلل من النواحي الهجومية ويتيح الفرصة للمنافس لتقفيل المساحات واخذ الحذر واللعب بإتقان وتركيز لذا لابد للاعبي المريخ من تسريع اللعب قليلاً للأمام مع فتح اللعب من الأطراف وقد لاحظنا كيف جاء هدف المريخ من خلال الكرة المعكوسة امام مرمى الخصم وبالتالي تعتبر هذه نقطة ضعف المنافس لذا يجب تكثيف الكرات العالية امام المرمى خاصة واننا نمتلك مهاجمين أصحاب باع ولديهم خبرات مميزة في الضربات الرأسية مثل كمبالي وموسيس ونمر وحمزة عند الركنيات بالإضافة الى الجزولي ويقيني لو انتهج المريخ أسلوب الكرات العالية امام مرمى الخصم فانه سينجح في ضرب الفريق المنافس وقتل المباراة بالإضافة الى ضرورة فتح اللعب من الأطراف كما يجب دعم الزميل والتوغل واعمال مبدأ الشجاعة والجراءة لاختراق مرمى الفريق المنافس فيما يجب الاستفادة من حركة السماني الرائعة في أرضية الملعب حيث يجيد السماني التسديد القوي خاصة عندما يكون بالجهة اليمنى ويجنح الى الجهة اليسرى المواجهة للمرمى .

 

على المريخ الاستفادة التامة من اندفاع الفريق الجيبوتي حيث انه سيفكر جاداً في بناء هجمات مركزة على مرمى المريخ بغية التعويض وسيرمي بكل أسلحته الهجومية من اجل تحقيق هذا الهدف فهو لن يخسر شيئا وبالتالي سيكون هذا هدفه الرئيس من هذه المباراة لذا وجب اللعب معهم بطريقة الهجوم المرتد السريع والمريخ حقيقة يجيد لاعبوه هذه الطريقة بصورة مميزة خاصة وان لدينا العناصر التي تجيد عمليات التحول مثل التكت ورمضان وكمبالي والسماني والجزولي لذا وجب التدرب على الهجوم المرتد خلال الخمسة أيام القادمة وتفعيل هذه الناحية بقوة اثناء التمارين ووضع خطة تناسب هذه الوضعية .

امنياتنا بالتوفيق لمريخ السودان ولنا عودة بإذن الله قبل بداية لقاء الرد .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!