وجهة نظر فنية نادر الداني توقعات فنية وهذا ما يجب أن يفعله لاعبو المريخ

وجهة نظر فنية
نادر الداني
توقعات فنية وهذا ما يجب أن يفعله لاعبو المريخ
يستهل مريخ السودان مشواره الافريقي في الرابعة عصرا بجيبوتي حيث ينازل مريخ السودان فريق ارتا سولارا الجيبوبتي بملعب الحاج حسن وذلك ضمن مرحلة الدور التمهيدي لدوري ابطال افريقيا وتجي مباراة اليوم وهي تحمل تطلعات الجماهير الحمراء نحو تحقيق نتيجة مقبولة تمهد الطريق لمريخ السودان للعبور الى الدور المقبل حاملا معه كل الامنيات والدعوات الصالحات بنصر مؤزر كما عودنا دائما.
فرقة المريخ الحالية اقامت معسكر اعدادي في دولة اثيوبيا خاض من خلالها المريخ عدة تجارب ودية وقف فيها الجهاز الفني على جاهزية اللاعبين ومدى معدل لياقتهم البدنية والذهنية والنفسية وبالطبع فان الجهاز الفني ادرى بالعناصر أكثر من أي شخص آخر ولا نستطيع أن نجزم بأحقية اللاعب الفلاني ليلعب في الخانة المعنية فإعداد المريخ هو الذي يوضح ذلك والمدرب هو الأجدر بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب لكننا نستطيع انا نرسم بعض الملامح للتشكيل من خلال متابعتنا للإعداد وتمارين الفريق بالإضافة الى الاخبار التي وصلتنا من هناك خاصة وان العالم حاليا اصبح قرية صغيرة تنتقل فيها الأخبار على مدار الساعة وتنقل بسرعة البرق.
لذا نتوقع أن يلعب التونسي غازي الغرايري بطريقة ثلاثة خمسة اثنين وهي من الطرق التي كان يؤدي بها في مباريات الممتاز وقد اجاد اللاعبون هذه الطريقة بدرجة كبيرة جدا مما يعزز من اقتناع المدرب بها ومواصلة اللعب بها في المباريات المهمة مع الوضع في الاعتبار ان المدرب ربما يلعب بطريقة أربعة أربعة اثنين لكن هذا الاحتمال ضعيف نسبة لان طريقة ثلاثة خمسة اثنين هي من الطرق الجيدة عندما تلعب بها خارج الأرض لأنها تؤمن الدفاع والوسط تماما بعملية السيطرة المطلقة على وسط الملعب وكذلك تكثيف منطقة العمق الدفاعي وعمل ساتر دفاعي قوي يحمي الفريق من الهجمات سواء بالأطراف او العمق مع إمكانية التحول السريع لطرفي الملعب بقيادة هجمات مرتدة لها خطورتها من خلال تواجد مهاجمين اثنين في الأطراف مع وجود عدد اثنين لاعبين في الوسط لهما مهام هجومية لمساندة الهجوم عند التقدم مع بقاء المحورين لحماية ظهر الظهيرين عند التقدم من الأطراف وكذلك التراجع لحماية المنطقة أمام المرمى وعمل ساتر دفاعي مع المدافعين .
لذلك فإن طريقة ثلاثة خمسة اثنين تعتبر هي الأنسب للمريخ في مباراة اليوم فهي تحقق عدة اهداف في هذه المباراة فهي أولا تحمي المرمى من هجمات الفريق المنافس وثانياً تعتبر طريقة ثلاثة خمسة اثنين هي الأفضل بالنسبة للاعبي المريخ لأننا قد لاحظنا بأنه عند تغيير هذه الطريقة ينفرط عقد النظام في الفريق ويصبح أسلوبه غير معروف ويتشتت ذهن اللاعبين ما بين الدفاع والهجوم كما ان طريقة 244 تجعل المنافس يسيطر على وسط الملعب وبالتالي يهدد مرمى المريخ كثيرا فيما نجد بان لاعبي المريخ قد هضموا طريقة 253 بفهم وأسلوب جيد فكلما بدأ الغرايري بدون هذه الطريقة كلما شاهدنا المريخ الذي لا نعرفه والعكس صحيح عندما يلعب المريخ بطريقة 253 فإن الفريق يظهر بمظهر مميز ويهاجم بضراوة بالإضافة الى انه يستحوذ على منطقة الوسط بصورة كبيرة جدا ويضع الفريق المنافس تحت الضغط بصورة متواصلة بالإضافة الى حركة الأطراف في المريخ تكون فعالة عن طريق بخيت خميس (احمد ادم) وكرشوم (توماس) وهذا ما شاهدناه خلال الموسم السابق في بطولة الدوري الممتاز.
الاعتماد على مباغتة المضيف يجب أن تكون حاضرة في مباراة اليوم فالفرق الكبيرة غالبا ما تلعب بهجوم مركز على جبهة المنافس ولا تتركه يبادر بالهجوم ويستحوذ على مجريات اللقاء باعتبار أنه يلعب في ارضه ووسط جمهوره لذا وجب ان يهاجم المريخ وطالما يرغب في المهاجمة فلابد من وجود العناصر القادرة على ذلك أي نقل الكرة الى منطقة المنافس واجباره على التراجع وارسال رسالة اليه مفادها قوة المريخ وحضوره الى هزيمة الفريق وليس الخروج بأقل خسارة هي الهدف وهذه الرسالة تصل الى الفريق المنافس ضمنيا عن طريق الأداء الممرحل والوصول الى شباك المنافس وكذلك عن طريق السيطرة الكاملة على منطقة الوسط بوجود أكثر من لاعب مع تقارب اللاعبين واخذ الون تو والخذ وهات واللعب من الأطراف وبالتالي لابد من الدفع بكرشوم في خط الدفاع كطرف ايمن فيما يلعب حمزة داؤود والتونسي السعيدي ونمر كمثلث قلب دفاع (يصعب اختراقه) بالإضافة الى بخيت خميس في الطرف الايسر.
هذا الوضع سيجعل من المريخ قوة ضاربة في خط الدفاع ويستحيل ان يتم اختراق كل هؤلاء اللاعبين ومن ثم الوصول الى شباك المصطفى لا قدر الله ، لذا يتعين على كرشوم وبخيت الخميس التقدم بحسابات معينة فعندما تكون الكرة في معية لاعبي المريخ يجب عليهما التحرك للأمام حسب اتجاه الكرة مع حركة كل من رمضان والتكت لاعبي الوسط المتقدم في الخطوط الامامية بالإضافة الى اوليفيه بومال والجزولي في الخط الامامي هؤلاء الستة لاعبين يقع عليهم عاتق المباراة من حيث احراز الأهداف وتشكيل الخطورة المطلوبة في مرمى سولارا الجيبوتي فيما يجب على محوري المريخ الرشيد وخوسيه مكايا مساندة وحماية ظهري الأطراف عند التقدم مع ضرورة الرجوع لمساندة الدفاع وتنظيم العاب الفريق في وسط الميدان وبداية الهجمة .
مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات فالربع ساعة الأولى يجب تمر بسلام ففيها غالبا ما يتحرك المضيف بصورة قوية محاولا كسر شوكة المريخ ومباغتته بهدف يربك الحسابات ويعيد الفريق الى منطقته الدفاعية لذا يجب اللعب بحذر وتركيز كبير خلال الربع ساعة الأولى من بداية المباراة مع التركيز على مفاجأة الخصم بهجوم مرتد سريع يبرز فيه لاعبي المريخ قدراتهم الفنية وامكانياتهم العالية لتوصيل رسالتهم للخصم حتى يفهم بانه يجب عليه التراجع والتقليل من الهجوم المرتد حتى لا يتعرض مرماه للهدف وبالتالي في هذه الحالة يمكن الإمساك بزمام المباراة على ان يؤديها المريخ بنفس واحد وروح عالية وإصرار قوي وعزيمة لا تلين حتى يكسر شوكة الجيبوتي ويضعه في مكانه الصحيح عن طريق التقدم تارة وحماية المرمى بقوة تارة أخرى مع ضرورة فرض السيطرة على منطقة الوسط وحرمان لاعبي سولارا من التقدم عن طريق الضغط العالي على اللاعبين مع الرقابة اللصيقة مان تومان واللعب بحرارة قلب دون التركيز على الأجساد مع التركيز على الكرة ورغم علمنا بضعف التحكيم الافريقي الا أن خبرة لاعبي المريخ يجب ان تلعب دورا في ترويض الحكم وعدم الانفعال امامه وعدم اللعب على الاجسام حتى لا يكسب سولارا أي مخالفات خطيرة قد تشكل خطورة على مرمانا .
الشاهد أن المريخ يعتبر من الفرق القوية افريقيا والمتمرسة وذلك لما يمتلكه من لاعبين خبروا دروب افريقيا ومجاهلها وطريقة لعب الافارقة وكيفية ترويضهم لذا لا خوف على لاعبي المريخ من مباراة اليوم بل اكاد اجزم بأن المريخ إن شاء الله سيعود بنتيجة جيدة ترضي القاعدة بما عرفناه عنهم من قوة وشكيمة وعزيمة لا تلين وكذلك من حماس منقطع النظير في مثل هذه المباريات فمهما كانت الكرة الجيبوتي قد تقدمت وتطورت في الآونة الأخيرة بما لديهم من محترفين وملاعب وغيره إلا أن الكرة السودانية مازالت أيضا بخير ولديها لاعبين يتميزون بالمهارة الفنية المميزة والروح القتالية العالية ولديهم خبرة اكثر من الفرق الجيبوتية لذا أتوقع إن شاء الله أداء محترم للفرقة المريخية وان يعود الفريق حاملا معه البشريات بنتيجة مشرفة تساعد الفريق في مباراة العودة بإذن الله .
ما يطمئن اكثر هو ان الجهاز الفني للفرقة الحمراء يتميز بعدة مميزات ساهمت كثيراً في ظهور الفريق بشكل مميز خلال الدوري الممتاز واهما عملية الانضباط التكتيكي داخل أرضية الملعب وخارجه أيضا فالمتابع لأداء الغرايري وتوجيهاته يلحظ تغييرات كبيرة في أداء المريخ الفني أهمها عملية الضغط على الخصم وعدم اتاحة المساحة والزمن للخصم للعب وبناء الهجمات فغالبا ما يطالب الغرايري لاعبيه بالضغط على حامل الكرة منذ خروجها من منطقة البناء بحركة المهاجمين وعدم اراحة مدافعي الخصم ومن ثم الرقابة اللصيقة لاستعادة الكرة وكلما استعاد الفريق الكرة بسرعة كلما ضمن عدة أمور اهما ضمان ان مرماه في امان ولن يصيبه أي هجوم وثانياً انت توصل رسالة للفريق المنافس بقوة ادائك في الملعب وسيطرتك على الكرة وتلك نواحي نفسية مهمة تساهم في تراجع أداء المنافس وشعوره بالضعف امام فريق قوي يستعيد الكرة بسرعة ويهاجم بقوة ولديه دفاع قوي فولاذي كل تلك الأمور لها تأثيرات نفسيه وشعورية بالنسبة للخصم بل وتؤثر في سير اللقاء فشعور لاعبي الخصم بقوة المنافس يعطي لهم انطباع بالانهزام اثناء سير المباراة ويجعلهم يفكرون في الخروج باقل نتيجة وبحماية مرماهم اكثر من تفكيرهم في الاندفاع نحو الهجوم وبالتالي انت تقلل الهجمات على مرماك وتحميه بصورة غير مباشرة من خلال هذه الرسالة القوية لذا وجب على لاعبي المريخ تنفيذ كلام المدرب بعدم اتاحة المساحة والزمن للاعبي سولارا بالاستحواذ على الكرة والتقدم بها واللعب براحة تامة وعليهم التحرك فورا لإجراء عمليات الضغط العالي بصورة متكاملة وعدم الاتكالية على بعض اللاعبين في هذا الاجراء الفني داخل الميدان .
ثاني الأمور المهمة هي في مثل هذه المباريات هو عدم ارتكاب المخالفات الخطرة بالقرب من راية الكورنر او بالقرب من خط 18 في الجزئية الخاصة بملعب المريخ فيجب على لاعبي المريخ الحذر ثم الحذر من ارتكاب مثل هذه المخالفات واللعب على الكرة وعدم اتاحة فرصة للاعبي سولارا بالوصول الى مرمى المريخ عن طريق المخالفات فضمان عدم وصولهم بالعمق يتمثل في وجود ثلاثة مدافعين كقلب دفاع لحماية المرمى بالإضافة الى وجود الرشيد وخوسيه كلاعبي ارتكاز امام الدفاع يؤمن تماما منطقة العمق وبصورة مميزة لذا سيحاول سولار اللعب بالأطراف عليه من الواجب على بخيت خميس وكرشوم الرجوع السريع لإجراء عمليات التغطية السليمة من الأطراف والتشدد في عملية منع مهاجمي سولارا من عكس الكرات امام المرمى لان الكرات المعكوسة هي نقطة الضعف الوحيدة للكرة السودانية ولجميع السودانيين الذين يعانون كثيرا في هذه الناحية وكذلك حراس المرمى لكن وجود محمد المصطفى يدخل الاطمئنان اكثر بيد ان الاعتماد عليه كليا لا يجوز وبالتالي يجب عمل الاحتياطات اللازمة لعدم وصول الكرة الى هذه المناطق الخطرة .
أخيرا امنياتنا ودعواتنا من على البعد للجهاز الفني واللاعبين بأداء مباراة قوية والعودة بنتيجة مشرفة تسهل من مهمة الفريق في مباراة العودة وما النصر الا من عند الله.