متابعات

صقور الجديان خطوات في الطريق الصحيح برغم الخسارة ياسر الخير

صقور الجديان

خطوات في الطريق الصحيح برغم الخسارة

ياسر الخير

في ثاني مبارياته في بطولة الكان وفي مجموعة الموت يخسر منتخبنا من النسور النيجيرية بثلاث اهداف لهدف بعد تعادله المثير في المباراة الاولي ام منتخب غينيا بيساو
اقرب المتشائمين لم يستبعد هذه النتيجة بل كان الخوف من ان تكون هزيمة تاريخية من واقع قوة وضخامة المنتخب الذي واجهناه في القارة الافريقية عبر تاريخ قديم قوي وحاضر اقوي
فهو يمتلك كتيبة مدججة بالنجوم الكبيرة اللامعة التي تنشط في معظم الدوريات الاوروبية القوية ويعتبر من المنتخبات المرشحة بقوة لنيل هذه البطولة لثبات مستواها لفترات طويلة وعدم غيابها عن البطولات ان كانت الافريقية او العالمية مما يوضح مدي القوة والفعالية والانسجام..

وبانتصارهم علي مصر في المباراة الافتتاحية فكأنما ارسلوا رسائل تحذيرية لكل المنتخبات باننا قادمون قادمون وهاهم يثبتون ذلك بصعودهم للدور المقبل بكل سهولة ويسر عقب نهاية مباراتهم مع منتخبنا بدون النظر الا ماستسفر عنه بقية مباريات المجموعة مع التأكيد علي انهم سيواجهون غيينيا في اخر مباريات المجموعة ومؤكد ان تلك القاطرة ستدهس كل من يقف امامها بلارحمة او هوادة…

للامانة ادي منتخبنا الشاب مباراة تاريخية من حيث التنظيم وشكل اللعب وهم يمتلكون الجراءة والشجاعة بمقارعة النيجيرين في داخل المستطيل الاخر وظهر ذلك جليا من خلال الثبات داخل الملعب وتناقل الكرة بكل هدوء وسلاسة ورغم ان منتخبنا كان متاخرا بالنتيجة منذ الدقيقة الثانية للشوط الاول بهدف نتيجة لاخطاء في التمركز الدفاعي وغياب الثبات الانفعالي في الدقائق الاولي والتي عادة ماتستغلها المنتخبات الكبيرة كنيجيريا وهو مايعرف باسلوب المباغتة وكان الكل وبما فيهم النيجيرين يتوقعون انهيار منتخبنا الوطني الشاب او صقور الجديان كما يحلو للجميع مناداته وتسميته ولكن فاجاو الجميع وبادلو المنتخب النيجيري الهجمات والتي ضاعت معظمها بقلة الخبرة لمهاجمينا وعدم التعامل الجيد مع الفرص التي اتيحت لهم في غياب المهاجم الاول لمنتخبنا وصاحب الخبرات الكبيرة اللاعب محمد عبد الرحمن ولوكان متواجدا لكان شكل المباراة غير الذي كان لذلك دعونا نقول انهم لم يمتلكو درهم الحظ ولاقنطار الشطارة..

وظهرت فوارق الخبرات للاعبي المنتخب النيجيري في تعاملهم مع الفرص التي اتيحت لهم واستغلالهم للهفوات الدفاعية بالتركيز علي الضغط في البدايات والنهايات ومن هجمة منظمة وممرحلة واستغلال لعدم التركيز في خواتيم الشوط الاول ولضعف التركيز الذهني لحارس منتخبنا والذي حذرنا منه من المباراة السابقة وعدم التعامل الجيد وبالجدية المطلوبة فاذا بالمنتخب النيجيري يخطف هدفه الثاني في خواتيم الشوط الاول ويدخلون الي غرف تبديل الملابس وهم في نشوي وارتياح بقطعهم لثلاث ارباع المشوار للدور المقبل وهم يعلمون جيدا ان منتخبنا سيأتي في شوط اللعب الثاني لمحاولة عدم قبول اهداف اخري ولكن ايضا تفاجاو بذات القوة والحماس التي واجههم بها منتخبنا بعد ان عمد الي احداث تغييرات علي مستوي خط الوسطـ وخط الهجوم لتحسين الشكل ومحاولة تقليص الفارغ او علي اقل تقدير تحجيم المنتخب النيجيري من محاولة زيادة نتيجة الشوط الاول وبالفعل نجحت التعديلات في تغيير شكل اللعب واعادت الهيبة لخط الوسط بعد ان فقدها في خواتيم الشوط الاول ولكن للاسف ايضا باغتو منتخبنا بالهدف الثالث في بدايات الشوط الثاني وبعدها سيرو ريتم المباراة كما يودون ويشتهون وبرغم كل المحاولات لمنتخبنا من هنا وهناك الا ان الخبرة والتمرس الكبير لهؤلاء النجوم بالاضافة الي القوة البدنية الهائلة والذهنية المهولة جعلت من تغيير النتيجة امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا
ومن هجمة منظمة لمنتخبنا انتهت لضربة ركنية تعمد فيها احد لاعبي المنتخب النيحيري ضرب المدافع كرشوم في منطقة الست ياردات بوضع الحذاء بقوة علي قدمه مما اضطر الحكم للرجوع لتقنية الفار لتؤكد وجود مخالفة احتسب الحكم علي اثرها ضربة جزاء احرز من منتخبنا الوطني هدفه الوحيد عن طريق لاعبه بوغبا وبرغم انه هدف شرفي لم يغير من نتيجة المباراة الا انه اراح القلوب واثبتت للجميع اننا قادرون علي الوصول لمرمي منتخب نيجيريا وبلاشك هدف في هذه البطولة لمنتخبنا الشاب ولاعبيه الشباب في العمر والكبارفي الاداء يعني الكثير والكثير..

لاعبي المنتخب في نقاط..

ابوعشرين هذا الحارس يحتاج لمراجعة نفسه ومراجعة ادائه المتراجع ويستحسن اتاحة الفرصة للبقية علنا نكتشف حارس خلافه …

صلاح نمر اداء قوي ورجولي وان كانت اقل من مباراة غينيا بيساو وعاني من شرود ذهني في اوقات كثيرة من هذه المباراة وبذل مجهود خرافي مما اثر عليه في خواتيم المباراة حتي اصيب وتم استبداله..

كرشوم يسير بخطي ثابتة وحثيثة في دوب النجومية وهو يواصل الثبات في الاداء وارتفاع النسق تصاعديا…

مازن محمدين ادي دفاعيا بصورة جيدة ولم نشهد له تحرك هجومي عكس المباراة الاولي في ظل قوة للمنتخب النيجيري في اطراف الملعب..

مصطفي الفادني النجم الاوحد للمباراة قام بكل ماعليه دفاعيا وهجوميا وهو يكتم انفاس القاطرة النيحيرية المهولة بعد ان كنا مشفقين مما حدث للاعب المنتخب المصري وهو احد اكتشافات المنتخب واحد نجومه القادمة…

محمد الرشيد لعب ايضا مباراة كبيرة حيث قام باادواره المنوط به من مساندة لاطراف الملعب وتحديدا الفادني وتحرك ايضا للامام ووضح جدا انه يسير في نسق تصاعدي نحو الافضل…

بوغبا قد يتفق معي الكثيرون وقد يختلف معي بعضهم فهو لاعب جاهز بدنيا وذهنيا ويعتبر من نجوم هذه المباراة وان لم يفعل شيئا غير احراز ضربة الجزاء بكل هدوء وثقة لكفاه…

جمعة قلق مستواه في هذه المباراة اقل بكثير من المباراة السابقة مما اثر كثيرا علي مازن محمدين حيث بقي في مناطقه ولم يستطيع التقدم…

ضياء الدين دخوله اعادة الهيبة والثقة لخط الوسط الدفاعي وايضا واراح مازن كثيرا وتحرك بفعالية واستطاعو كبح جماح النسور النيجيرية كثيرا في الشوط الثاني…

مصعب جلنجات مشروع مهاجم كبير برغم انه طيلة الشوط الاول لم يكن بالقوة والفعالية التي كان ينتظرها الكل لتعويض غياب الغربال حتي تم استبداله ونعتقد انها غير كافية للحكم عليه..
ياسين حامد ايضا الاداء اليوم افضل من المباراة السابقة فالمهارة موجودة ولكن تنقصها السرعة وفي اعتقادنا ان وجوده كمهاجم صريح خصم منه ويفضل ان يأتي من الخلف..

الجزولي نوح برغم صغر سنه وموهبته والمستويات المميزة التي قدمها مع المريخ في الدوري الممتاز والبطولة الافريقية هذا العام الا ان مستواه في المنتخب لايشبه مستواه في المريخ وبرغم نشاطه وقوته وسرعته ومطاردته لمدافعي الخصم الا ان الرعونة والاستعجال كانت حاضرة  اليوم في ادائه ولو استغل نصف الفرص التي سنحت له لخرجنا بنتيجة التعادل امام نيجيريا علي اقل تقدير…

زرقة دخوله حرك الهجوم كثيرا مع الجزولي نوح وبه ميزة جيدة وهو الرجوع للخلف سريعا في حالة الهجمة المرتدة وايضا وضح انه يجيد الوقوف جيدا داخل مناطق الخصم ولولا سرعة الكرة المقشرة من الفادني في خواتيم المباراة امام المرمي بالارض وتشويش المدافع النيجيري له لتمر الكرة من امامه لكانت هدفا محققا سيكتب معها اسمه في لوحة المنتخب ويبقي احد المواهب التي تتحرك للصقل والممارسة وكثرة التجارب…

اما بدلاء عبد الرووف وصلاح نمر فنعتقد ان الدقائق التي تواجدوا فيها داخل الملعب لاتكفي لهم لجر انفاسهم والتقاطها ناهيك عن تقييم ادائهم

اخر الكلام…..

منتخبنا الشباب او صقورنا الشابة…

اثبتم انكم نجوم واعدة مبشرة بكل ماهو جميل ينتظرها مستقبل زاهر وباهر..
تمتلكون الموهبة والمهارة وتمتلكون الحس الوطني وحب الوطن وحب الشعار الذي ترتدونه وهو ماافتقدناه لسنوات وسنوات..

اثبتم حبكم وغيرتكم علي الشعار وانتم تبذلون الجهد وتسكبون العرق وتقاتلون حتي الرمق الاخير برغم خسارتكم مما جعلنا فخورين بكم ومتيقنين تماما انه لولا نقص الخبرة والتمرس لفعلتم مالم يفعله احد من قبل..

ارسلتم رسائل قوية لمن عاثوا في الكرة السودانية فسادا وتدميرا وتقزيما لمنتخبنا الوطني وهم يجعلونه رهينة للاهواء والاختيارات الشخصية الناتجة من الترسبات والاحقاد والخالية من الانصاف والعدل والحقانية في الاختيار ولو كانت المحاسبة حاضرة لكان الحساب علي كل ثانية تم فيها التهزيل بالمنتخب بسبب النتائج السيئة بسبب سوء الاختيار…

اثبتم ان عافية الكرة السودانية في شبابها كما ان عافية شعبنا وصلاحه وصلاح احواله وصلاح مجتمعه في شبابه الحالي الذي يجابه الموت في الطرقات والازقة والحواري ليعيش غيره في عدل وحرية وسلام من جور الحكام ومن فساد الساسة والسياسيين…
ولم تخيبو ظن جماهير شعبكم عامة وجماهير الرياضة بصفة خاصة وانتم تزرعون الفرحة والبهجة في عتمة الليل المظلم وننتظركم في قادم الايام والسنوات لتشكلوا حاضرنا الجميل ومستقبلنا النضر النضيد…

اخر حاجة كدا…

عافين وراضين عنكم تب
ولو كملتوها وغلبتو لينا الحلب..
ستكونون من سكب العرق والجهد فتحول لشهد وعجب….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!