متابعات

(ياسر المنا يكتب).. رئيس لن تنساه ذاكرة التاريخ الوالي اسم اقترن بـ (الانجازات).. ونموذج عطاء وسخاء يحفز القادم لتكملة المشوار

(ياسر المنا يكتب).. رئيس لن تنساه ذاكرة التاريخ
الوالي اسم اقترن بـ (الانجازات).. ونموذج عطاء وسخاء يحفز القادم لتكملة المشوار
نجاحات واشراقات تعرضت لـ “الدمار” والخليفة القادم مطالب باستعادة البريق والجمال

عبر تاريخ المريخ الطويل مر على قيادة النادي الكثير من الرجال الافذاذ الذين تركوا بصمات خالدة تحدث عن نفسها وتحدث عنهم لتضعهم في قائمة الشرف وتمنحهم ارفع اوسمة الوفاء للكيان وبذل الغالي والنفيس لأجل عزته ورفعة شأنه وسمو مكانته حتى بات اسما رنانا ونجما يلمع في سماء الرياضة المحلية والاقليمية والقارية والدولية ليلا ونهارا.

توالت الأجيال وتواصل رص البنيان ليبقى المريخ ملء السمع والبصر يجمع حوله الملايين من العشاق والمريدين بفضل العطاء الجميل والتأسيس المتين فمنذ النشأة شب المريخ ليكون زعيما وبطلا يتفرد ويتميز عن بقية اقرانه يمسك طرفي المجد وحده دون سواه.

التاريخ البعيد يحدثنا عن قيادات لم يطويها عالم النسيان ولم يتجاوزها التاريخ في كل مرحلة من مراحل المريخ لتبقى عنوانا للإنجازات والانتصارات والامجاد التي اقترنت بهم وستظل باقية بقاء كل من رحل او لا يزال يقدم العطاء.

التاريخ القريب يبرز فيه الرئيس السابق جمال الوالي الذي جاء في وقت صعب وليالي حاصرت فيها المريخ الأحزان وتصدع البنيان يكابد من أجل مواكبة التطور وبلوغ النقلة التي تليق بالاسم والمكان.

جاء جمال يحمل كل الجمال لا يعرفه أحد إلا بعض الكبار والذي كان يقدم الدعم للنادي عبرهم بصفته مشجعا ومحبا للأحمر الوهاج وبين الترقب والانتظار سطع نجمه وتمدد اسمه ودخل القلوب وبات اسمه الرئيس المحبوب.

بنى جمال اسمه بعطاء غير محدود ورحلة انجازات يحتاج حصرها لأكثر من كتاب فلم تكن الاخفاقات تهزه او تزحزح ايمانه بضرورة مواصلة المسيرة وتجاوز الصدمات والعقبات ليصنع الفرح ويمنح المريخ الألق والروعة ويجعله قبلة للزوار.

أصبح الرئيس المحبوب مثالا للعطاء خلال أكثر من عشرة سنوات حمل النادي على عتاقه دون كلل او ملل وضرب اروع امثلة السخاء والوفاء للشعار ليكتب قصة (النهضة) ويقفز بالمريخ درجات عليا محافظا على المكتسبات ومضيفا أجمل واروع اللمسات.

سيكون صعبا على مثلي من الذين عاصروا فترة (الجمال) ان يحصي أو يقف عند محطات في رحلة الرجل وخلال قيادته للقلعة الحمراء وإن كانت العيون تستطيع أن ترصد الكثير وتعدد مآثر وخصال ومواقف عديدة.

مع اقتراب عهد جديد في المريخ وإدارة جديدة ستعيد وحدة المجتمع الأحمر وتعالج ما أصاب النادي من خراب ودمار وللتذكير وإبراز القدوة الحسنة التاريخ الحديث تعتزم “الرد كاسل” نشر حلقات عن رجالات المريخ الذين دخلوا التاريخ وسجلوا اسمهم فيه بأحرف من ذهب الذين كان ولا يزال قدوتهم الأب الروحي الراحل الحاج شاخور.

قراءة كتاب جمال المريخ امرا سيكون شاقا وصعبا عند كل ما من شأنه يبرز القدوة الحسنة وعند رصد القصص والحكايات والافعال والنجاحات وكل ما هو ايجابي في مسيرة طويلة شهدت الكثير المثير من الاحداث.

بعض صفحات فقط سنقرا تفاصيلها وتأثيرها القوي في وضعية النادي اليوم وعلى مستقبله غدا فهي تشكل لوحات ان لم يزيد عليها الوالي لمنحته ارفع اوسمة الانجاز وجعلته اسما لا ينس ورقما لن يتجاوزه أحد.

ترك جمال نموذج سخاء وعطاء لا يزال يمثل مطلب جماهير المريخ وخيارها في كل من يتقدم الصفوف لخدمة النادي ويمثل درس بل جملة من الدروس للخليفة القادم ليواصل بذات النهج ويستفد من الإيجابيات ويعالج السلبيات التي لا تخل من أي جهد وعمل.

ثورة التعمير والحداثة

فجر جمال الوالي خلال مسيرته في المريخ ثورة التعمير والبناء والحداثة في ملحمة كشفت عن ثقته بقدراته وايمانه بعظمة المريخ واستحقاقه ليتفوق على المريخ ويصبح قلعة بحق وحقيقة تخطف الابصار وتعجب هيئتها الزوار وتضع المريخ في مقام الأندية الكبيرة ليقترن الإرث الجميل مع مشهد عظيم.

بدأ مشروع التعمير بفكرة صغيرة لتحسين الصورة وتثبيت المقصورة التي كانت تهتز ويخشى من يجلس عليها من السقوط وتحولت الفكرة الصغيرة لأكبر مشروع تشهده البلاد في المرافق الرياضية.

كثيرون لم يصدقوا المفاجأة ولم يقدروا ان بالإمكان ان يحدث مثل هذ التحول في البنيان حتى يلامس القمة ويكتسي بثوب الشموخ وما كان هذا ليكون لولا جهد كبير ودعم وفير وصرف استوقف الصغير قبل الكبير وجعله يتحدث عن الرئيس صانع المعجزة.

لا نعرف كيف سيقيم الخبراء قيمة التعمير الذي تم في القلعة الحمراء ولكنها بكل تأكيد تعادل ثروة كبيرة وضخمة واستثمار يعتبر الافضل بين الاستثمارات الاخرى باعتبار ان القلعة الحمراء هي العنوان الذي يحدث عن الجوهر ويعكس قيمة ومكانة النادي وهو ما نجح فيه الوالي بامتياز وجعل للمريخ عنوانا مدهشا يجلب الاحترام ويضع النادي في اعلى مقام.

ستبقى ثورة التعمير انجازا متفردا وعملا تاريخيا قواعده مشدودة في باطن الارض وظاهرة معالمه في طابق شاخور والمقصورة الحديثة وكل هذا يحمل دليلا مكتملا يحيط الوالي بشهادات تقدير ستمنحها له كل الاجيال المتعاقبة من الصفوة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.

سمعة تعدت كل الآفاق

كان لثورة التعمير والجهد المبذول في تشيد بناء شاهق جميل يسر الناظرين توابع وثمار منحت المريخ فرصة عظيمة ليصنع الحدث ويتمدد اسمه ليملأ الافاق فقد رسم الوالي خطط الجمال معتمدا في كثير من الاحيان على دعمه الذاتي واشرافه الشخصي ليجعل المريخ همه الاول والاخير ويواصل العمل من اجله الليل والنهار بكل حماس واصرار يدفعه الحماس والاجتهاد لإسعاد الانصار بانتصارات داوية في كل المجالات.

أصبح المريخ اسما رنانا تتداوله الفضائيات ووسائل الاعلام العربية والافريقية والعالمية عندما تحول مسرحا يليق بالأحداث الكبرى ومؤهلا لاستضافة فاصلة مصر والجزائر ليضيف لتاريخه مجدا عالميا يضاف لأمجاده التاريخية.

استضاف المريخ قادة الكرة الافريقية في احتفال القارة السمراء باليوبيل الذهبي في حدث كبير آخر ليسطع نجمه ويضع كتفه مع اكتاف كبار الاندية في القارة تحاصره الاضواء ويكسب التقدير والاحترام.

احداث ستبقى مصدر فخر واعتزاز عند كل مريخي وستظل دافعا وحافزا للأجيال ليجعلوا المريخ دائما في المقدمة وضمن الاندية الرائدة التي تشرف الوطن وتعكس اروع صور التطور وبذات الصيت الذي أسس له الوالي في الداخل والخارج.

نجاحات وانجازات

تجلت قدرات الوالي في ان يضع نفسه ومجالس الادارة التي ترأسها في سباق مع الزمن والمضي قدما بحثا عن النجاحات في مضمار واتجاه فأدرك بوعيه ان الجماهير الحمراء تتوق الى ان ترى فريقها قويا يطبق شعار (بالطول والعرض المريخ يهز الارض) فعمل على بناء فريق يحقق الطموحات وتعاقد مع كبار النجوم الذين لم يدر بخلد أحد ان يراهم يصولون ويجولون في العرضة جنوب وذاكرة الجماهير تعرفهم لاعبا لاعبا وكم استمتعت بمهاراتهم وفنونهم وخبراتهم.

قدم الوالي دعما سخيا لفريق الكرة واستجلب كبار المدربين وحافظ على سيادة المريخ في التسجيلات وضم كل موهبة وانتصر مع مجالسه في كثير من المعارك وغالبية اللاعبين المقيدين في الكشف الاحمر ضمهم النادي في عهده.

دفع الرئيس المحبوب الكثير من الاموال لتعزيز قوة الفريق وجعله قادرا على تحقيق امنيات الجماهير فتقدم الاحمر في التصنيف الافريقي وبلغ النهائيات وكان قريبا من ان يكرر انجاز مانديلا ليكتفي الفريق بالمركز الثاني.

عاد المريخ في عهد الوالي ليعيد صفحات مشاركاته القوية في بطولة دوري ابطال افريقيا ليصبح اليوم من فرقها التي يشار لها بالبنان.

فعل الوالي أكثر مما هو ممكن في دعم الفريق ولم يبخل عليه يوما بالدعم او السند وكان يستحق أكثر مما حصد من نجاحات وانجازات وانتصارات كبيرة منحت الفريق اليوم الثقة وجعلته يقف على ارض ثابتة ويمضي بخطوات واثقة نحو الأهداف الكبيرة.

قائمة النجاحات والانجازات التي تحققت في ميادين التنافس طويلة ومحصلتها تحدث عن طفرة فنية واضحة جعلت سقف الطموحات لا يزال كبيرا ولا تفارقه فكرة الصعود لمنصات التتويج والحصول على البطولات الكبيرة.

هذه الطفرة الفنية ساعدت المريخ ليقدم نفسه فريقا كبيرا ينافس الفرق العالمية ليدون له التاريخ في صفحاته مباريات دولية لم يسبقها عليه ناد اخر في افريقيا خلال السنوات القريبة وهي علامة للجودة الحمراء والتفوق على الاخريين بمسافات طويلة.

تفوق وافضلية مطلقة

تفوق المريخ في عهد الوالي في كثير من المجالات واصبحت للنادي هيبة وحضور زاهي في كل محفل وميدان وأضحت لديه علاقات مميزة داخلية وخارجية وهو ما جلب للوالي الكثير من العداء وجعله هدفا للإعلام الأزرق الذي كان يرى فيه مهددا كبيرا لاستمرار مساواة الكفة او ترجيح الكفة الاخرى التي يدعمونها.

تعرض الوالي لحروب عديدة تجاوزت في بعض المرات الخطوط الحمراء لكنه ظل يواجهها بصبر وشجاعة ماضيا في مسيرة جعل المريخ الاول في كل شيء والافضل في كل مجال وميدان ولم يسلم من المعارضة والتي كانت في كثير من الاحيان تقر بما يقدمه من عطاء وتعبر عن اختلافها معه في نهجه واسلوب ادارته وهو امر طبيعي يحدث في العمل العام والذي يكون وصول القبول فيه للدرجة الكاملة امرا صعبا ولا يتحقق في عالم البشر ورغم ذلك يجمع الناس على ان الوالي حصد قبولا كبيرا وصنع لنفسه قاعدة حمراء ضخمة ظلت مؤمنة بضرورة استمراره ووجوده على رأس قيادة النادي ليكمل المسيرة ويضيف الجديد على الخريطة الحمراء.

اختيار وقناعة

ترجل الوالي بمحض ارادته رغبة منه في التغيير الذي كان دائما ما ينشده ويسعى له ليمنح الفرصة لغيره في قيادة النادي لياتي قراره بالترجل بعد مسيرة عطاء عامرة وحافلة بكل ما هو جميل يعبر عن روعة العطاء وكل عمل يرسم الفرحة في وجوه الصفوة.

جاء ترجل الوالي عن القيادة باختياره وقناعته بالرغم من الدعم الذي وجده ليبقى والمطالبات التي ناشدته بالاستمرارية وبالرغم من ابتعاده عن سدة القرار استمر يقدم دعمه للنادي وللإدارة التي خلفت ادارته ليؤكد انه رجل جبل على العطاء وان عشقه للكيان كبيرا ودعمه غير مشروط بمنصب.

الوالي وان ابتعد عن رئاسة النادي فهو ليس بعيدا وحريصا على ان تكون الابواب بينه والنادي مفتوحة من خلال الدعم او اللقاءات مع خليفته الرئيس الحالي اسامة ونسي وكثيرا ما تمت بينهما لقاءات تفاكر مشتركة.

ستظل صورة الوالي ناصعة تدل على رمز مريخي تفرد في العطاء والسخاء والبناء وحمل مشاعل التطور واضاء طرق المريخ ليبلغ كل غاية منشودة ويظل لاسمه وجودا مقترنا بكل النجاحات والانجازات الكبيرة.

امنيات

كل الامنيات أن يمضي الرئيس الذي سيخلف جمال في الانتخابات المقبلة على ذات درب العطاء والتفاني في خدمة المريخ وان يكون الهم الأول والأكبر اسعاد جماهيره الوفية ويعيد الالتفاف ويفرض التوافق ويعالج الجراح التي اثرت على جسد المجتمع وجعلته متنافر حتى جاءت ثورة 27 مارس والتي وضعت النادي في الطريق الصحيح وفتحت طاقة الأمل بان بالإمكان ان يكون الغد أفضل ويعود المريخ كما كان قادرا على تحقيق الإنجازات والمعجزات ويظل الرقم الصحيح في تاريخ الكرة السودانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!