ابو القوانين يرد علي تدخل الوزير
ابو القوانين يرد علي تدخل الوزير
أزمة المريخ ليست بأي حال من الأحوال صراع بين مجلسين يرأس أحدهما القنصل حازم … والآخر سوداكال … وليست بأي حال من الأحوال جدل قانوني حول مشروعية جمعيتين عموميتين : قامت واحدة بإستاد المريخ ، والثانية بحدائق الموردة … وأي محاولة لإدخال الأزمة في إطار واحد من هذين المفهومين يعتبر تضليلا وتسويفا للقضية … ويعتبر إنحرافا عن مسار الحل الصحيح … فأزمة المريخ الحقيقية لا علاقة لها بما يحدث في المريخ … حقيقة الأزمة هي ما يحدث في الإتحاد العام … والصراع الحقيقي هو ما يحدث داخل الإتحاد العام … فالطرفان المتنازعان هما : المؤسسية وسيادة مجلس الإدارة وقراراته التي تكتسب شرعيتها بموجب النظام الأساسي للإتحاد السوداني لكرة القدم … بموافقة الأغلبية العادية (نصف + واحد ) … والغريبة أنه في حالة المريخ جاءت الأغلبية بكل المجلس ناقص واحد فقط … أما الطرف الثاني فهو إجهاض قرار مجلس الإدارة وذلك لعدم إعتراف رئيس الإتحاد العام بقرار المجلس … الذي كان رئيسا للجلسة التي اتخذت القرار … وأؤكد هنا لا سوداكال ولا جمعيته المزعومة جزء من هذا الصراع … ولذلك إذا فكرت وزارة الشباب والرياضة في حل المشكلة من منظور الفصل بين مجلسي حازم وسوداكال يكون الدرب راح ليها … وتكون قد أفرغت القضية من جوهر محتواها … وبديهي أي تفكير في الجلوس مع الطرفين فيه إهدار للوقت … ومطاولات في ما فائدة منه … المطلوب من وزارة الشباب والرياضة أن تحدد واحد من خيارين لا ثالث لهما : إما التأكيد على المؤسسية وسيادة قرارات مجلس الإدارة المتوافقة مع النظام الأساسي للإتحاد السوداني لكرة القدم … والمؤكدة وموثقة بالمستندات …ش وإلزام كل الأطراف بالإنصياع لها وإحترامها وفقا لأحكام النظام الأساسي … ويكون الوزير بذلك قد إلتزم بنص المادة (5) من قانون الشباب والرياضة لسنة 2016 تحت عنوان : (إختصاصات الوزير وسلطاته) …
البند (1) : تكون للوزير الإختصاصات والسلطات الآتية :
(أ) : رعاية هيئات الشباب والرياضة ، وضمان إستقلاليتها ، وأهلية نشاطها وديمقراطيتها … والديمقراطية في معناها البسيط جدا هي الأخذ برأي الأغلبية …
وإما أن تسجل الوزارة سابقة جديدة لأول مرة في التأريخ وذلك بالإنحياز لرأي الفرد مقابل المؤسسة … عادة الوسط الرياضي الأهلي لا يحبز تدخل الدولة في شئونه … أما وقد سارعت الهيئات الرياضية هذه المرة للوزارة لمساعدتها على الخروج من الأزمة ، فهذه سانحة ذهبية أن تثبت الوزارة جدارتها التي تكسب من ورائها إحترام الجميع … والله من وراء القصد …
محمد الشيخ مدني …