الأعمدة

تزوير جزائري للتاريخ مع سبق الاصرار د.لؤي عبدالنور

تزوير جزائري للتاريخ مع سبق الاصرار

د.لؤي عبدالنور

اندهشت للغاية وأنا أستمع للمعلق الجزائري لمباراة شباب بلوزداد والمريخ (على القناة الجزائرية المحلية) والتي لعبت على ملعب 19 ماي بعنابة وهو يذكر قصة وتاريخ تأسيس الملعب العتيق في 1987 .. حيث ذكر بأن أول مباراة لعبت بافتتاح الملعب كانت بين منتخبي الجزائر والسودان في تصفيات سيول الأولمبية .. وذكر بأن المباراة انتهت لمصلحة الجزائر بثلاثة أهداف دون مقابل .. وأن أحد اللاعبين الجزائريين (الذين ذكرهم المعلق ولم أتذكر اسمه) كان أول من أحرز هدفًا في هذا الملعب..
ولا يملك المرء إلا أن يعقد حاجبيه بالدهشة من هذا التزوير السافر للتاريخ من قبل المعلق الجزائري دون أن يرمش له جفن .. ومن الواضح أنه تزوير متعمد وليس من قبيل الجهل ..
أولًا المباراة المذكورة انتهت لمصلحة الجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف ..
وهذا الهدف لمصلحة السودان الذي تجاوزه معلق المباراة لم يكن مجرد هدف .. بل إنه أول أهداف المباراة وأول هدف تم تسجيله في ملعب عنابة خلافًا لما ذكر المعلق .. وسجله لاعب السودان جمال كدوس من تمريرة خيالية للراحل سامي عزالدين
ثانيًا: هذا الهدف كان مهمًا للغاية .. لأن مباراة الذهاب بالسودان انتهت بالتعادل 1/1 .. وكان هدف كدوس سيؤهل السودان لولا إدراك الجزائر التعادل في نهاية المباراة ..
ثالثًا: المباراة انتهت في زمنها الرسمي بالتعادل 1/1 وليس بفوز الجزائر.. وهي نفس نتيجة الذهاب.. ولكن القاعدة في ذلك الوقت لم تكن الاحتكام لركلات الترجيح .. بل بإضافة شوطين إضافيين .. وهو ما كان نظامًا ظالمًا لأنه كان يمنح أفضلية لصاحب الأرض.. وهو بالضبط ما استفادت منه الجزائر لتحرز هدفين في الأشواط الإضافية وتفوز 3/1 .. أي أن ادعاء المعلق بأن الجزائر فازت 3/0 كان يعطي انطباعًا خاطئًا بفوزها الكاسح في زمن المباراة الأصلي..
هدف كدوس الذي مسحه المعلق من التاريخ لم يكن هدفًا عاديًا ليتم تجاوزه .. بل هو أول هدف في ملعب جزائري بأقدام سودانية .. ولكن المعلق الجزائري بكل جرأة نسب أول هدف في الملعب للاعب جزائري لم يحرز هدفًا في المباراة بالأساس.. لأن هدف تعادل الحزائر سجله لاعبهم الشهير جمال مناد..
جدير بالذكر أن الجزائر لم تتأهل للنهائيات .. بل خرجت على يد المنتخب النيجيري ..
لم يكن الأمر بالشئ الهين لنتجاوزه.. لأن التاريخ يكتب ويدون .. لكن يزوره البعض في غفلة من أهله ..
نقول ذلك ونترحم على أسطورة الكرة السودانية سامي عزالدين الذي سحر الجزائريين في تلك المباراة وكتبت عنه صحفهم وقتها وتغزلت في تمريرته السحرية التي ترجمها جمال كدوس لهدف ..ونتمنى ان يعود للكرة السودانية بريقها وعهدها الزاهر

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!