جبل اشم لايعرف الاهتزاز
جبل اشم لايعرف الاهتزاز
د. عبدالعزيز حسن البصير يكتب للرد كاسل رسالة وفاء لعطاء رئيس لجنة عضوية المريخ حيدر التوم
تسلم للرد كاسل رسالة معبرة من الأستاذ الجامعي الدكتور عبد العزيز حسن البصير فيها وفاء وتقدير لجهود ابن النادي البار واحد رجالاته التي ناضلت من أجل حرية المريخ وانعتاقه من عهد الدمار والخراب.
وفيما يلي الرسالة
مولانا حيدر التوم شخصية مريخية فريدة وانا لا أريد أن اقصم ظهرة فهو لا يريد المدح. بعد نجاح الجمعية العمومية في الموردة 27 مارس و 4 سبتمبر، وبعد حرب ضروس واجهنا فيها سوداكال وجماعته ومن وقف خلفهم من غلاة الاتحاد السوداني لكرة القدم وجعل ذلك صفوة المريخ يواجهون العسكر والبمبان والجلد بالسياط في واقعة تاريخية غريبة على مجتمع الرياضة المتسامح، ورغم ذلك قبل المريخ التحديات.
أردت أن أعطى هذا الرجل حقه لأن ما وصلنا إليه اليوم له القدح المعلي فيه وبمساعدة بعض الإخوة. انا اعتبر مولانا حيدر هبة الله من السماء لمجتمع المريخ، قارورة عطر نثرها الله على على الأرض وخصها الله لمجتمع المريخ كل يجد طعما ورائحة لذلك العطر. بالإضافة إلى ذلك هو خلة لا تجدها فى البشر إلا نادرا وهي تلك العلاقة الحميمة التي تربط بينه وبين مجتمع المريخ وأهل الرياضة عامة حتى يرى كل واحد فيهم أن صلته بمولانا حيدر التوم لها خصوصية من دون الناس
ويداعبه أهل الرياضة ويحسون في شخصيته بلمسه خاصه لعله وليا من أولياء الله الذين اختصهم الله بحوائج الناس.
مولانا حيدر لاتربطني به علاقة خاصة أو صلة رحم وإنما جمعنا مجتمع الصفوة. ولكن عرفت شخصيته الطيبة، الذكية، البشوشة، المتواضعة، والتي تتميز بخلوها من العقد والثقة الشديدة في النفس، والزهد في عمله، ما إن اقابله أجده متربعا على بهية الشمس بفضل تواضعه وهو لا يخدم المريخ لنفسه، لا يجرى وراء المناصب التي تجرى تحت رجليه، ولا يحب الأضواء بل يعمل فى صمت، ويجلس حين ينتهى به المقام ولا يتخطى الناس ليتبوأ المكان الأفضل. كثير التضحية لا يلتفت إلى ما يصيبه من رأى لحق به ويكون رده الحجة بالحجة مع احترام الرأى الآخر فى سبيل تحقيق الهدف العام. الوقار لا يفارقه في أحلك الظروف وعندما تشتد به المصائب.
الميزة التي الأساسية التي تجمع حب الناس إليه؛ الأخلاق، الصدق، الوفاء، التجرد، الالتزام بأداء الواجب، والتفاني في العمل، الثقة في النفس، الشخصية المتفردة عند المقدرة. استطاع أن يحافظ على كيان المريخ واقناعهم وتجميعهم في ظروف صعبة، كلنا ظللنا نتحدث بعصبية ونفسية سيئة، وكدنا نفقد الأمل واستعدينا للركوض، فكان مولانا حيدر عندما تقابله بوجهه الصبوح يعالج الجوارح بهداوة وكان سنده القانون وأحيانا تشعر في كلامه المرونة للعبور من هذا النفق المظلم وكان هدفه الوصول للضوء في نهاية النفق.
عنده المنطق والحجة القوية التي يستخدم فيها فكره القانوني، والروح التى يتحدث بها تجعل السمع يذعن لما يطلبه ولا يستطيع فكاكا من كلامه بصدره المتسع وثقافته القانونية العالية، وكان يصحب القول بالعمل، فكان له ما أراد للوصول إلى بر الأمان بنجاح الجمعية العمومية والتي بدأها بكل تجرد من تربيزة العضوية بحديقة الموردة بجانب زملائه وبصبر جميل وبإرادة قوية لا تلين والصبر الذي لا ينهزم امام المشاكل وصعوبات الحياة. وتوج ذلك بملحمة قوية حضرها كل ألوان الطيف المريخي بكل مقاماتهم السامقة فكان الحضور والحشد المشرف والخدمة المميزة، فكان الميلاد لعهد جديد بديموقراطية وشفافية عالية.
إذن اقول في ختام حديثي مولانا حيدر إذا نظرت إليه من أي جهة شخصية يمكن أن تأخذ منها كل شيء، ويشعرك عندما تقابله رجل عزيز يستحق الاحترام وهو جبل شامخ اشم ثابت لا يعرف الاهتزار…. وفقه الله.