أخبار

ابراهومة ظالم ام مظلوم.. تقرير يكتبه رئيس التحرير

ابراهومة ظالم ام مظلوم.. تقرير يكتبه رئيس التحرير

هي عاداتنا وتقاليدنا أو أكثر شمولا هي عادة جماهير المستديرة في كل بقاع الأرض يكثر الضجيج وتتعالى أصوات اللوم والاتهامات عقب اي خسارة أو نتيجة لا ترضي الطموحات ومستويات فنية متواضعة لا تعبر عن قيمة النادي ولا تتناسب مع أهدافه في المنافسة التي يشارك فيها.

نال ابن المريخ اللاعب السابق والمدرب الحالي ابراهيم حسين ” ابراهومة” نصيبا كبيرا من النقد وتحمل مسؤولية إخفاق الفريق في تحقيق الفوز في مباراتين على التوالي لتصبح مهمة المنافسة على اللقب صعبة في ظل نتائج الند الإيجابية والباهرة.

لا يمكن إعفاء مدرب الفريق دائما من اي أخطاء تصاحب أداء فريقه ومثلما يجد المدح والثناء عند النتائج الإيجابية طبيعي ان يلام وينتقد عند النتائج السلبية وابراهومة يدرك هذه المعادلة وأظنه يتعايش معها.

مشكلة ابراهومة في تقديري صمته وتحمله مسؤولية تتجاوز قدراته في ظل ما يدركه من تحديات صعبة فهو اخطأ بقبول العمل في ظروف معقدة وجهاز فني ينقصه الكثير لا يتناسب مع فريق بقامة المريخ ورغبات جماهيره.

ان تعامل ابراهومة بواقعية مع ما توفر له في جهازه الفني ومن تسجيلات ونوعية الاعبين المتاحين لعرف انه سيواجه اوقاتا صعبة وسيجد نفسه في وجه المدفع وربما يكون امام أسوأ تجاربه في مشوار التدريب ومصير اللا عودة.

كيف لمدرب ان يقبل قيادة فريق يفتقد لمعد بدني بمواصفات عالية ووحدة طبية متكاملة ومعاونيين يقدمون المشورة المطلوبة وإدارة فريق تقم بواجباتها كاملة؟

الواضح أن ابراهومة تعامل مع مهمته في ناديه بالعاطفة قبل الاحترافية مما جعله يسكت على تسجيلات في معظمها لا تحل المشاكل التي تعاني منها خطوط الفريق خاصة في ملف الأجانب وصمت على ضعف إدارة الكرة وتماطل الإدارة في تكملة الجهاز الفني والطبي.

تحمل ابراهومة أخطاء غيره كاملة وها هو يدفع الفاتورة وحده في نظر البعض الذين يتجاهلون الأخطاء الإدارية الكبيرة وغياب رؤية صناعة فريق كامل المواصفات والصفات ويضم اجانب يصنعون الفارق الفني علاوة على الاهتمام بالجانب الطبي الذي ظهر إهماله في تعدد الإصابات والغيابات المؤثرة.

ظلم ابراهومة نفسه بقبوله تقديم التضحيات في ظروف صعبة ومطالب عاجلة للجماهير برؤية فريقها يهز الأرض بالطول والعرض ويؤكد قدرته على تحقيق البطولة وأنها لن تقبل اي تواضع في الأداء ولا نتائج تضعف فرصة المنافسة على لقب الدوري ولا قيمة عندها للتضحيات طالما ان فريقها لا يلبي طموحها.

ظلم ابراهومة نفسه وهو يعلم أن القطاع الرياضي يتواجد فقط عبر المبادرات الفردية وإدارة الكرة لا تقوم بأي دور مملوس وجهازه الفني غير مكتمل وفريقه يفتقد المهاجم وصانع اللعب والمحور والمدافع والإصابات تحول دونه وثبات التشكيلة.

كان المريخ بحاجة في ظروف نقصه لقوة دفع كبيرة وجهود إدارية أكبر توفر كل مطلوبات النجاح من كوادر تعمل باحترافية في كل وظائف العمل الفني والطبي والإداري وللاسف لم يتوفر له شيء من هذا وأصبح ابراهومة مطالبا ان يقاتل بما هو متاح له.

الأخطاء تحدث في كرة القدم ولكن من المهم أن تتوفر الإرادة في علاجها والاستفادة منها في تصحيح المسيرة واتخاذ خطوات مقنعة تجعل الجماهير تشعر بالتفاؤل وحوافز تجعلها تقوم بدورها في الدعم والالتفاف خلف فريقها.

نحن أمام الوقت المناسب للتحرك للمعالجة اداريا وفنيا وتوفير أجواء مثالية للمدرب الجديد الذي نخشى ان لا يستمر طويلا ان مضى الحال كما هو عليه اليوم.

آخر ما يمكن قوله هو أن ابراهومة اجتهد وتحمل المسؤولية الصعبة في وقت صعب وان أخطأ فإنه ليس صاحب الخطأ الأكبر .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!