القمة في عيون حمراء عبر (الرد كاسل) نادر الداني يكتب الرهان على ابراهومة لن يخيب وهذه فرصته لدك حصون الهلال

القمة في عيون حمراء عبر (الرد كاسل)
نادر الداني يكتب
الرهان على ابراهومة لن يخيب وهذه فرصته لدك حصون الهلال
سيكون مسرح قلعة شيكان عشية السبت المقبل على سطح صفيح ساخن عندما يستضيف مباراة القمة بين المريخ والهلال وقد تلاحظ لنا بعد مباراة كوبر التي ادها المريخ بالأمس وكسبها بهدفي طيفور وبيبو أن الجماهير المريخية متخوفة جدا من هذا اللقاء نتيجة للأداء المريخي الغير مطمئن على حسب رؤية تلك الجماهير علما بأن مقياس جمهور المريخ للأمور الفنية لفريقه يأتي من خلال متابعته واهتمامه في مشاهدة المباريات الماضية التي اداها الفريق في بطولة الدوري الممتاز وجملة الظروف الاستثنائية التي يمر بها المريخ من خلال فقدانه لعدد من العناصر المؤثرة بالإضافة الى ظروف السفر والارهاق المتمثل في سفر الفريق ما بين عطبرة وبورتسودان بالإضافة الى الإصابات التي ضربت لاعبيه واثرت فعليا في تشكيلة المدرب ابراهومة الذي تحمل مسؤولية الدفة الفنية بالفريق في هذا الوقت الحرج من تاريخ الفريق واعني مواجهته لكل هذه التحديات والصعوبات الجمة لكن ابراهومة ابن النادي واحد ركائزه العظيمة من واقع تحمله للمسؤولية وعدم تبرمه وصراحته التي حكت كل الظروف وتصريحاته التي كان يوضح بها مدى معاناته في توظيف اللاعبين داخل الملعب وتجهيزهم لهذه المباريات وكذلك شجاعته التي عرف بها في الاقدام على التصدي للمسؤولية دون غيره من المدربين الذين ابتعدوا عن النادي في الآونة الأخيرة وفضلوا ان يكونوا مثل الضيوف وفريقهم يعاني الصعوبات في بطولة الدوري هكذا هو ابراهومة ابن النادي الذي رضع من ثديه وتشرب بحبه وقد شاهدناه وهو يصول ويجول في الملاعب السوداني مرتديا شعار الأحمر الوهاج دون أن يكل ويمل وهو من اللاعبين الذين كانوا يتميزون بالغيرة على الشعار والغضب من اجل أن ينتصر الفريق ابراهومة كان يتحرك بقلبه واحساسه القوي اتجاه تأكيد النصر والسعي له بكل ما اوتي من قوة لذا ليس بغريب عليه أن يتحرك الآن وهو في قيادة الدفة الفنية للفريق ويتعامل بذات الإحساس بغيرة وحماس وتوقير لهذا النادي الذي أعطاه المجد والشهرة وها هو يرد له الدين غير آبه بكل الانتقادات التي وصلته والتي تكتب على الاعلام او يرسلها له الجمهور عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي من واتساب وفيس وتويتر وغيرها هكذا ابراهومة عفيف شفيف بطل همام قائد لاعبا ومدربا يتحمل قلبه الكبير كل ما يمكن من اجل معشوقه الأحمر الوهاج هكذا عرفناه ورغم ذلك ننتقده بحب وبعقلانية وفي ذات الوقت نشد من ازره ونقف معه ونعاضده في كل كبيرة وصغيرة في الفريق ونحلم باليوم الذي يتربع فيه على عرش بطولة الدوري الممتاز والبطولة الافريقية ليسكت كل الالسن التي انتقدته حبا أو كراهة فيه فالشعوب العالمية كلها لا يمكن ان تتفق على رأي واحد مهما كانت لان الاختلاف سنة الحياة فرسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام اختلف عليه الناس من زمن قريش الى يومنا هذا هناك أناس لا يقتنعون فيه ومازالوا ينتقدون رسالته السماوية التي بعث من اجلها ليهدي العالم وينور طريقه المظلم ورغم تبدل العصور وتطور الدنيا وزيتنها وزخرفها مازال البعض لا يقتنع برسالته (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) هكذا تسير السنن الكونية في الأرض وهذا هو الانسان يتفق ليختلف ثم تسير الحياة وبعدها ستكون هناك فاصلة أمام خالق هذا الكون عندها (سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين).
ما اريد قوله أن المدرب الوطني في السودان قليل الحيلة بل في كل الدول العربية يعامل بذات الكيفية ويتجه الجميع له بمجرد عملية الإخفاق بالتعادل السلبي او الإيجابي او الخسارة ولن يعذره الجميع بل سيظهرون كل المثالب والمساوي والسلبيات في الفريق وهو الشماعة التي يعلق عليها الجميع النتائج السلبية للفريق علماً بأن كرة القدم في النهاية مبنية على ثلاثة نتائج هي الفوز والتعادل أو الخسارة وأي من هذه واردة في كل الأحوال سواء ان كان المدرب ابراهومة او غيره فلا يوجد مدرب على وجه الأرض لم يتجرع الخسارة لذلك هناك حقيقة واحدة فقط يجب ان يعرفها الجميع واتوقع انهم يعرفونها وهي انه لا يوجد فريق في كل العالم لا يخسر طالما يلعب كرة القدم التي نعرفها نحن ومن حولنا.
بيد أنه توجد أخطاء تحدث وكوارث تصير امام الناس ويلحظها الجميع ويدونها ويحفظها لهذا المدرب وكل خسارة تحدث يتم اخراج هذه الإخفاقات على الملأ ويتم نسيان جميع اللحظات الجميلة التي مرت وكان سببها هذا المدرب وهنا لا اتحدث عن ابراهومة وحده بل عن كل مدربي العالم بجميع سحناتهم ولهجاتهم ولغتهم وصورهم فهم بشر من لحم ودم ولديهم لحظات سعيدة ولحظات أخرى مؤلمة ولابد لأي مدرب أن يكون قد مر بهذه التجارب المؤلمة او السعيدة وهذه هي كرة القدم وحلاوتها وجمالها وعشقها الذي يكون بين الصدور.
نشيد بابن النادي وقائده ابراهومة الذي ضرب مثلا في الوفاء بتحمله للمسؤوليات الجسام وفي نفس الوقت نحاول صراحة أن نوضح الصورة التي عليها الفريق الآن قبل لقاء القمة حتى تتضح الحقائق وتكون واضحة كالشمس ونقول بأن حال الفريق أصبح على غير ما يرام فهناك تدهور واضح في فنيات اللاعبين وتماسكهم وأسلوب لعبهم وكذلك الخطط التي يضعها ابراهومة خالية من العديد من الأمور الفنية التي تعودنا ان نشاهدها عندما يكون الفريق في أفضل حالاته فالمباريات التي لعبها الفريق في الفترة الماضية كشفت بأن حال الفريق في تدهور مستمر رغم الفوز الذي يحققه الفريق ورغم ان الفريق لم يخسر حتى الان في بطولة الدوري الا ان توضيح الحقائق الفنية لابد منه لان لقاء القمة اقترب اوانه وبالتالي لابد ان نضع النقاط فوق الحروف ونكشف كل السلبيات عسى ولعل ان ينصلح الحال رغم ضيق الوقت .
ولكننا يجب ان نوضح نقطة مهمة للغاية وهي ان ابراهومة يعرف كل تلك السلبيات لكنه غير قادر على تداركها لأنها خارجة عن ارادته ولا حيلة له الا باللعب بمثل هذه المستويات المتوسطة للفريق نعم يلعب المريخ مباريات متوسطة الأداء يرتقي فيها أحيانا المستوى ثم يهبط مرة واحدة فجأة وبدون مقدمات وهذا امر طبيعي نتيجة ما يحدث للفريق من ظروف الإصابات والغيابات والارهاق والسفر وكذلك عدم توفر المعينات الطبية والأجهزة الفنية المكتملة وكل هذه الأمور تؤثر وبشدة في فريق مثل المريخ لكنها لا تؤثر فيه بحيث يخسر من اندية الممتاز ولكن لو قابل الهلال وبهذا الأسلوب الذي يلعب به امام فرق الممتاز فإنه خاسر لا محالة وهذه قراءة فنية لحال الواقع المعيش دون ان يكون هناك نقد لاذع لابراهومة لأننا لا نقول بانه هو السبب بل الظروف التي اوقعته في هذه المشاكل الفنية هي السبب فابراهومة لا يستطيع ان يصنع من الفسيخ شربات لوحده ولا يستطيع تطويع الظروف بعلاج كرشوم وود الرشيد والسماني وتوني وعودة الصيني وعدم نيله للإنذارات المجانية التي نالها وهو في دكة البدلاء فكل تلك الظروف لا يستطيع ابراهومة فعل شيء اتجاهها وافضل ما يستطيع فعله هو الاستمرارية باللاعبين المتاحين لديه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه واللعب بما يمكن اللعب به وتطويع المستحيل من اجل ان يظفر بالفوز او التعادل مع تجنب الخسارة قدر الإمكان وتوظيف بقية اللاعبين بصورة سليمة وهذا ما فعله وسط كل تلك الظروف في المباريات الماضية .
لذا حقا علينا ان نحييه على ما فعله وان نرفع له القبعة واي مدرب آخر وفي مكانه ربما هرب من هذا الموقع الصادم ومن تلك الظروف الطاحنة فهو لن يتحمل الخسارة ابدا بل حتى التعادل يعتبر بالنسبة له مشكلة كبيرة في ظل جمهور لا يرحم ووسائل تواصل اجتماعي تهد الحيل وتكشف الحال ومع ذلك استمر ابراهومة في قيادة المريخ واستمراره يعني اصطدامه بلقاء القمة بعد أيام قليلة لتصبح هذه الأيام هي الفارق في تفوقه من عدمه وبالتالي لابد له ان يفطن لكل شاردة وواردة فهو لا يحمل عصا موسى لكنه كان لاعبا في القمة في يوم الأيام ويفهم كيف يداوي الجراح وكيف يفك طلاسم القمة وكيف تكون هي أدوار اللاعبين فيها لذا لابد للاعبي المريخ أن يطيعوا امره ويلتزموا به لان ابراهومة خبير في مثل هذه المباريات بل اكاد اجزم لو خيروني بين استلام مدرب اجنبي للمريخ في الوقت الحالي وبين ابراهومة لاخترت ابراهومة لأنه مجرب وليس بطبيب ومباريات الدوري الممتاز التي لعبها المريخ (كوم) ومباراة القمة الآتية (كوم آخر) فهو يعرف كيف يستطيع تدبير مكيدة للإيقاع بالهلال ومكيدة هنا نعني بها رسم الخطة السليمة لدك حصون الهلال واللعب بإمكانيات لاعبيه واختيار الأفضل فيهم من ناحية اللياقة البدنية والذهنية وليس اللعب بالأسماء فقط مع الاحتفاظ بالكروت الرابحة وقت الشدة أمثال السماني والصيني وتوني مع الدفع بالعناصر الأكثر جاهزية ومشاركة وتمرس وهي العناصر التي تعطيك المشهد من الخارج وتوصل اليك فكرة سير المباراة والتعديلات والتبديلات في المباراة وكيفية الخروج منها بالنقاط الثلاثة ومعالجة الخلل في الوقت المناسب.
ابراهومة هو القوة التي سوف تضرب الهلال عشية السبت القادم ولكن بشروط أولها ان تتركه الجماهير في حاله دون تدخل منها اثناء سير اللقاء وكذلك اثناء الأيام القادمة وعلى ابراهومة ان يلعب بعيدا عن الزحمة والتوتر وان يحاضر لاعبيه بكل ما جادت به خبرته في التدريب مذكرا إياهم باستخدام أسلحة الحماس والإصرار لان الفوز في مثل هذه المباريات يصنع المدربين واللاعبين العظام في نظر صحافتنا وجمهورنا العريض فولادة النجوم تكون من مثل هذه المباريات وكذلك المدربين ونحن نراهن على شجاعة ابراهومة وتفوقه عندما كان لاعباً لذا عليه ان يشرب لاعبيه ما كان يفعله في القمة ليقتدوا به في مثل هذه المباريات،،،
ومنتصرين بإذن الله.